عين زهران ممداني عمدة بلدية نيويورك المنتخب مستشارته السياسية٬ إيل بيسجارد تشيرش٬ رئيسة لمكتبه ضمن إدارته المقبلة، في قرار فجر موجة انتقادات حادة في وسائل الإعلام الإسرائيلية واللوبيات الصهيونية داخل المدينة.
وتقدم تشيرش في إسرائيل بوصفها “العقل الاستراتيجي” لحملة ممداني، وواحدة من أبرز الأصوات الأمريكية المناهضة للصهيونية، فيما تثير في الأوساط السياسية الأمريكية اهتماما وتخوفا متزايدين باعتبارها مرشحة محتملة لخلافته مستقبلا في قيادة أكبر مدن الولايات المتحدة.
إيل بيسجارد تشيرش، البالغة 34 عاما، تعد أحد أبرز الوجوه الشابة في التيار اليساري التقدمي في الولايات المتحدة، ومرتبطة بـ"الاشتراكيين الديمقراطيين في أمريكا" (DSA)، أكبر حركات اليسار في البلاد. ورغم أنها لم تكن اسما لامعا في السياسة الأمريكية قبل سنوات، إلا أن موجة الاحتجاجات المناهضة لحرب الإبادة الجماعية في غزة دفعت اسمها إلى الواجهة، خاصة بعد بروز مواقفها الداعمة لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات BDS منذ ما قبل الحرب.
دور محوري في حملة ممداني الانتخابية
داخل حملة زهران ممداني لانتخابات بلدية نيويورك 2025، لم تكن مواقف تشيرش الهامشية؛ بل شكلت العمود الأساسي لرؤية ممداني السياسية، إذ تعهد خلال حملته بأن تكون سياسات المقاطعة وسحب الاستثمارات جزءا من أجندته الرسمية.
وتشير تقارير أمريكية إلى أن تشيرش كانت “العقل المدبر” والمنسقة الاستراتيجية للحملة التي وصفت بأنها "أفضل حملة انتخابية لمنصب عمدة في التاريخ السياسي الحديث".
وقد قادت حملة ضمت أكثر من 50 ألف متطوع وطرقت 1.5 مليون باب، وصاغت منصة سياسية ترتكز على تجميد الإيجار، الحافلات المجانية، ورعاية الأطفال الشاملة، إلى جانب مشروع “إدارة سلامة المجتمع”، الذي صاغته بعد مشاورات واسعة شملت خبراء في الصحة النفسية ورؤساء شرطة سابقين.
ممداني صرح خلال خطاب فوزه قائلا: "ما كنت لأفوز في هذا السباق لولا توجيهها لحملتنا".
كما وصفها مستشارون سياسيون بأنها “اليد اليمنى” لممداني و“الغرفة المحركة” للحملة.
غضب إسرائيلي.. صعود يهدد نفوذ اللوبيات
صحيفة “إسرائيل هيوم” الإسرائيلية اعتبرت أن تولي ممداني وتيرش قيادة بلدية نيويورك يمثل “تحولا أيديولوجيا مقلقا” في مدينة تعد تاريخيا أحد أهم معاقل نفوذ اللوبيات اليهودية، وعلى رأسها “إيباك”.
وتنظر تل أبيب إلى صعودهما كعلامة على تغير المزاج السياسي داخل نيويورك، مع بروز أصوات شبابية تتحدث بوضوح غير مسبوق عن العدالة للفلسطينيين.
من هي بيسجارد تشيرش؟
ولدت تشيرش في 28 حزيران/يونيو 1991 في كاليفورنيا، ونشأت كطفلة وحيدة لوالدتها. تطوعت منذ طفولتها في ملاجئ المشردين، وتخرجت من مدرسة ديفيس الثانوية قبل التحاقها بكلية سوارثمور حيث قدمت برنامجا إذاعيا مناهضا للحرب.
بعد التخرج، عملت في مؤسسات خيرية بواشنطن وفيلادلفيا، مركزة على محو الأمية ومناهضة نظام السجون. وفي 2016 انتقلت إلى نيويورك بعد قبولها في زمالة كورو للشؤون العامة.
تحمل درجة الماجستير في الإدارة العامة من جامعة كولومبيا وكلية لندن للاقتصاد، وقد درست الضرائب بدافع “الرغبة في فهم النظام الذي يجب إصلاحه”.
عملها داخل جمعية ولاية نيويورك
بدأت مسيرتها السياسية حين وظفها ممداني عام 2020 رئيسة لطاقم حملته التشريعية. وعلى الرغم من أنها كانت جديدة تماما على العمل السياسي، فإنها اشتهرت بسرعة بقدرتها على بناء التحالفات والدفع نحو سياسات تقدمية.
ولعبت دورا محوريا في: (فرض ضرائب أعلى على الأثرياء خلال جائحة كورونا. إنجاح حملة تخفيف ديون سائقي سيارات الأجرة. قيادة مشروع الحافلات المجانية عام 2023).
وقد أشاد بها عضو مجلس الشيوخ جباري بريسبورت بوصفها “حصان عمل لا يصدق”.
بعد فوز ممداني، تولت تشيرش قيادة عملية الانتقال السياسي؛ وتشرف اليوم على: (تعيين نواب العمدة ورؤساء الوكالات. بناء السياسات الأساسية للإدارة الجديدة. التنسيق الأسبوعي مع قيادة DSA في نيويورك. تنظيم “حملة توظيف واسعة” ضمن الهيكل الإداري الجديد).
وفي 10 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، أعلن ممداني رسميا أنها ستشغل منصب رئيسة موظفي إدارته، أعلى منصب إداري في البلدية بعد العمدة.
