يعتبر المال الركيزة الأساسية لنهوض الحركة الرياضية في عصر الاحتراف، الذي حتم على الأندية التفكير في الوضع الراهن بشكل مختلف عن السابق؛ فالميزانيات الضخمة ترصد لتصرف في الموسم الرياضي على جلب الأطقم الفنية، وكادر اللاعبين، واللوازم اللوجستية؛ لأجل الخروج في نهاية العام بانجازات ملموسة، وتحقيق تطلعات الجماهير العاشقة لفرقها.
وتسارع الشركات الربحية لإبرام عقود الرعاية مع الأندية البطلة؛ للتسويق لاسمها، واستغلال شعبية تلك الفرق لتحصيل أقصى مردود مالي، ولكن الناظر إلى أندية المحترفين في المحافظات الشمالية يجد عكس ذلك فلا شركات راعية، ولا عائدات مادية للأندية، فخزائنها باتت تئن من حجم الديون التي فاقت حد التصور، في ظل انعدام وجود سلطة لمراقبة الميزانيات، التي يسند لها حماية الحقوق المادية لأطراف اللعبة وضمانها.
وبات المال مصدر أرق لإدارات الأندية في دوري المحترفين، والذي دخلنا في العام السادس على تطبيقه في دولة تفتقر للموارد، والإمكانيات الأساسية التي تمكنها من دخول هذا المعترك الوعر.
وحصلت "فلسطين الآن" عن معلومات تؤكد عزم بعض النجوم هجران دوري "الوطنية موبايل" في ظل تعنت إدارات الأندية في سداد مستحقاتهم بصورة منتظمة، ولعل الأيام المقبلة ستكون شاهدة على ذلك.
فهذا اللاعب وبعد مضي 9 جولات من عمر الدوري، لم يستلم مقدم عقده مع النادي الفلاني، مما أفقده الثقة بإدارة النادي، ويفكر جداً بالرحيل.
وذاك اللاعب الذي ترك بطولة الدوري وعاد إلى الداخل مع انتهاء الموسم الماضي وصف مسيرته التي امتدت مع ثلاثة أندية بارزة بالكذبة التي استفاق منها متأخراً.
ولاعب يفكر بفسخ عقده مع ناديه من أجل الالتحاق بناد آخر ربما يلبي تطلعاته المالية ولا يكون كسابقه، فيما آخر ينتظر نهاية الشهر حتى يجلس في بيته منتظراً إدارة الفريق أن تسلمه راتبه ليعود إلى التدريبات.
مستقبل ضبابي وسيناريوهات صعبة تنتظرنا مع نهاية جولة الذهاب من دوري المحترفين ربما تلقي بظلالها على النصف الآخر من عمر المسابقة، وتخلط أوراق بعض الأندية الراغبة في المنافسة على اللقب...، ننتظر ونرى!.