"هي أسوأ ما تكون" ... أشير إلى المواعيد العربية بأصابع الاتهام, ففيها تتقارب الدقائق مع الساعات, فالرابعة هي أخت الخامسة, وأنصاف الساعات هي "زيادة" على "البِيعَة". ما أن تعقد ندوة, أو ورشة عمل, أو اجتماع, أو محاضرة حتى يكتب فيها الموعد بالتفصيل, نضيف "حضراتنا" نصف ساعة "زيادة" على الموعد لكي تبدأ الجلسة, لعلمنا أنها لن تبدأ في موعدها, فإن حَضَرْتَ مبكراً ستجلس طويلاً قبل البدء, ويأتيك رجل العلاقات العامة "20 مرة" لكي يقول لك "حياك الله , منور يا أستاذ"... تجيبه في قرارة نفسك فتقول "لا مش منور بس مجنون أن أتيت في موعد الجلسة" وتبدأ الجلسة بعد نصف ساعة, فيقول الناطق باسم الجلسة "سامحونا على التأخير".... لقد سمعناها في أغلب الندوات والمحاضرات وورشات العمل....وبعد نصف ساعة من الجلسة, يبدأ الحضور بالقدوم واحداً واحداً. في موعد مسبق بينك وبين صديقك تنتظره أمام مفترق معين في ساعة معينة, يأتي الموعد وأنت تنتظر.. تضيف ربع ساعة أولى على الانتظار... تتصل عليه فيقول لك: "5 دقائق" فأكون عندك.. وتذهب الدقائق الخمسة وأنت تنتظر .. ثم يقول لك "معلش تأخرت عليك". وحتى في الزيارات بعض الناس تأتي "بدون موعد" وأغلبهم يتأخرون عن موعدهم, فتجلس في البيت تنتظره, وقد تأخر الوقت, تخجل أن تتصل عليه, ويأتيك متأخراً بساعة أو ساعتين . يحدثني صديق فيشير إليَّ قبل أن آخذ موعد مع أحدهم أساله السؤال التالي : "هل هذا موعد عربي أم غربي؟" وتشير إليه في حال تأخره فإنك لن تستقبله أو تنتظره أحب هذه الكلمة " إن تأخرت عن الموعد راحت عليك" . كان العربي قديماً يحترم كلمته, وأمة العرب أمة "كلمة", لذلك يجب أن يكونوا عند وعودهم ومواثيقهم, لأن ديننا مبنى على الكلمة... معاملاتنا تتم عن طريق الكلمة, وتوثيق المعاملات تأكيد للكلمة, ولأننا ابتعدنا عن هذه الأصول النتيجة كــما تــرون !!!