لم تكتمل فرحة تلك الأم بعد 21 يوما من الاعتقال السياسي في سجون أجهزة الضفة، وبعد حكم لمحكمة السلطة بالبراءة والإفراج عن نجلها الطالب الجامعي عبد السلام نجم (22 عاما)، من بلدة سيريس قضاء جنين شمالي الضفة الغربية.

أم عبد السلام، قالت: "ما إن سمعت بقرار الإفراج حتى ذهبت مسرعة إلى السوق، واشتريت قالبا من الحلوى وطلبت من صاحب المحل أن يكتب عليه "الحمد لله على السلامة عبد السلام".

وتضيف: "عدت إلى البيت وبدأت أجهز العشاء وما يحبه من طعام، وذهبت العائلة لمقر الوقائي في نابلس، وسلموهم قرار المحكمة بالإفراج، وبعد ساعات ومع حلول الظلام، جاء الخبر من الجهاز انه لن يكون هناك إفراج اليوم عن عبد السلام ويا فرحة ما تمت".

أخبار ذات صلة

مجلس الأمن يؤكد دعمه الكامل لغوتيريش بعد قرار "إسرائيل"

"الفيفا" سيصوت على قرار حظر الاتحاد الإسرائيلي بعد تأجلين سابقين

وحول الوضع النفسي والعصبي التي عاشته العائلة في تلك اللحظات، أشارت أم عبد السلام إلى أن "تلك اللحظات كانت عذابا نفسيا شديدا لدى العائلة، فتصور الفرحة بقرار الإفراج، ثم تأتي غصة الحرمان مرة أخرى".

وحول قالب الحلوى الذي اشترته، فأوضحت أنها وضعته في الثلاجة، وكانت على أمل أن يتم الإفراج عنه في اليوم التالي، إلا أنها فجعت بخبر تلقته من أن وقائي نابلس مدد اعتقال نجلها لـ 15 يوما على ذمة المحافظ.

وتساءلت أم عبد السلام: هل ذمة المحافظ أعلى من القانون؟! ألا يدعون أنهم دولة قانون وأن القانون فوق الجميع؟! أي قانون يتحدثون عنه؟! وما هو القانون الذي يتم عند الوقائي؟! أم أن الوقائي ذاته له قانونه الخاص؟ وهل الوقائي والأجهزة الأمنية فوق القضاء حتى لا تلتزم بقراراته.

وبمرارة الفقد وبكاء الأم على ولدها، ودموعها التي خنقت كلماتها، فخرجت الكلمات متحشرجة: "حسبي الله ونعم الوكيل، حسبي الله فيهم، ما بدهم عبد السلام ينجح ويتخرج من الجامعة، اليوم كان لازم يكون آخر امتحان في الجامعة بقدمه".

وحول استهداف نجلها في فترات الاختبارات النهاية في الجامعة، أكدت أم عبد السلام بقولها: "الوقائي قاصد عبد السلام من الاعتقالات، لا أفهم كثيرا لماذا يحاربون الابتسامة؟ أو لماذا يصرون على مصادرة الكرامة من بيوتنا؟ أنا الذي أريد أن أعرفه: ما جناية عبد السلام؟! هل جنايته أنه حافظ للقرآن؟ أو جنايته صاحب البسمة؟.

وأضافت قائلة: "عبد السلام اعتقل عدة مرات، مرة 10 أيام وأخرى 22 يوم، ومرة نفس الشيء، وهذه المرة صار له معتقل 29 يوم معتقل، وبدون تهمة، لا في هذا الاعتقال، ولا في اعتقالات سابقة، ولما يأتي قرار قضائي ما بمشي مع الجهاز البديل جاهز: اعتقال على ذمة المحافظ".

ها هو عبد السلام نجم، الحافظ لكتاب الله يمضي قرابة الشهر في زنازين أجهزة أمن السلطة، أكثر من نصف المدة بعد قرار قضائي يقضي بالإفراج عنه، وأثبتت براءته من كل تهمة منسوبة له.

الوقائي يضرب بعرض الحائط كل القوانين والأعراف، ورغم أنه ليس ذلك بجديد عليه، لكنه كان نكسة جديدة بعدما فرحنا قليلا لأن مجلس القضاء الأعلى رفض قرارا مخالفا للقانون للرئيس منذ فترة قريبة وقلنا "لعله خير"، لكن ما يبدو أن الوقائي والمخابرات جهازين فوق القانون والقضاء وفوق المحكمة العليا وحتى فوق الرئيس نفسه، ويبدو أن ارتباطات هذه الأجهزة أهم من كل قوانين.