أكَّدت صحيفة إندبندنت البريطانية أنَّ ما وصفته بالاستفتاء "الهزلي" على الدستور في سوريا ليس من شأنه أن يقدِّم شيئًا للشعب الذي يعانِي مأساة كارثية، وذلك مع استمرار قوات بشار الأسد في قصف المدن بالمدافع الثقيلة وراجمات الصواريخ. وأفادت الصحيفة البريطانية أنَّ هذا الاستفتاء الذي أجرته الحكومة البارحة أشبه ما يكون بالكابوس، في ظلّ استمرار قصف حمص ثالث أكبر مدن البلاد بلا رحمة للأسبوع الرابع على التوالي. وقالت: "إنَّ آلام أهالي حمص مستمرة في ظل استمرار دبابات الأسد بقصف أحياء المدينة بشكل عشوائي، مما أسفر عن قتل وجرح أعداد متزايدة من سكانها"، مشيرةً إلى أنَّ عدد مَن يلاقون حتفهم على أيدي قوات الأسد بشكل يومي يتراوح ما بين ستين وتسعين شخصًا. وتساءلت الصحيفة عما إذا كان أي من أهالي حمص قادرًا على وضع إشارة على نموذج الاستفتاء على الدستور أو ما وصفته بلائحة التسوق التي يزعم الأسد من ورائها أنه يسعى نحو إصلاحات بالبلاد. وذكرت الصحيفة أنَّ الأسد كان- في جميع ا لأحوال- وعد بإصلاحات متنوعة من مثل فترة رئاسية محددة وتعددية حزبية وغير ذلك مما وصفتها الصحيفة بالأشياء التافهة، مما يطرح التساؤل بشأن جدوَى القيام بإجراء استفتاء على الدستور. وأوضحت إندبندنت أنَّ الأسد بإجرائه استفتاء على الدستور بهذه الأوقات العصيبة التي تمر بها البلاد، إنما يريد أن يذري الرماد في عيون المجتمع الدولي، ودعم المطالبة من جانب حلفاء النظام في طهران وبكين وموسكو المتمثلة في أنَّ الأسد يحتاج إلى وقت لتنفيذ التغييرات المخطط لها. وأشارت إلى أنَّ الأسد يحاول شراء المزيد من الوقت بينما قُوَّاته تواصل قصفها حمص وذبح أهاليها، كي يجعل من المدينة وأهلها عبرة لبقية المدن والبلدات الثائرة، بأنَّهم سيواجهون مصيرًا مشابهًا إذا ما استمروا في تحدِّيهم للنظام.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.