غضب كبير يجتاحُ المواطنين في محافظة ومدينة جنين ومعظم البلدات والقرى المحيطة بها، جراء سياسات شركة توزيع كهرباء الشمال.
استياء نتج عن استمرار انقطاع التيار الكهربائي بشكل شبه اليومي، بل وإلى أكثر من خمس مرات في اليوم الواحد ولساعات طويلة.
يذكر أن جنين شهدت انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي خلال الأيام الماضية، تسببت هذه الأعطال بأضرار كبيرة في مصالح المواطنين، كما تسببت هذه بإتلاف أجهزة كهربائية في العديد من الأحياء في المدينة، وبدأ بعض المواطنين جمع تواقيع للاحتجاج على شركة الشمال، ووقف هذه المشاكل.
فعاليات احتجاجية
هذه الحال، دفعت بمؤسسات وفعاليات جنين، وفي مقدمتها الغرفة التجارية لتنظيم سلسلة خطوات، احتجاجا على سوء تقديم الخدمات، إلى حد الدعوة لإغلاق شركة الكهرباء وتعويض التجار والمواطنين عن كل الخسائر الناجمة عن انقطاع الكهرباء المتكرر، وسوء إدارة ملف الكهرباء، ومحاسبة المقصرين بحق القطاع الخاص، ومقاضاتهم أمام الهيئات القضائية.
وأشارت الغرفة التجارية في بيان رسمي، وصل "فلسطين الآن" نسخة منه، إلى أنها استنفدت كافة الجهود في سبيل كف الشركة عن استنزاف المصالح التجارية في المحافظة، إلا أنها لم تجد آذانا صاغية من الشركة ومن الهيئات الداعمة للشركة، داعية القطاع الخاص في جنين للوقوف بجدية أمام هذه التحديات التي تمس اقتصاد المحافظة، وتحدث شللا تاما في الإنتاج، وتزيد من معدلات البطالة.
كما دعت الغرفة التجارية الحكومة للتدخل لحل مشاكل الكهرباء التي تتفاقم يوميا دون تدخل، يضمن انفراجا في أزمة الكهرباء، مؤكدة في الوقت ذاته رفضها تعليل عدم تشغيل محطة تحويل الجلمة بتراكم الديون على الهيئات المحلية، "إذ إنه من غير المعقول أن تدفع جنين ثمن هدر المال العام وتأخر الهيئات المحلية وشركات الكهرباء، عن دفع استحقاقات أثمان الكهرباء، في حين أن التاجر والمواطن يدفعها مسبقا دون قيد أو شرط".
خارج عن إرادتنا
من جهتها، حاولت الشركة الدفاع عن نفسها، داعية المواطنين في منطقة جنين إلى تفهم الوضع القائم حاليا على الشبكة المغذية من الشركة القُطرية الإسرائيلية في نقطة ربط "الألمانية" الناتج عن التعديلات الفنية التي قامت بها (نهاية 10/2015)، وأدت إلى خفض القدرة المتاحة (من 480 أمبير إلى 400)، التي تتزود بها كل من (مدينة جنين، بلدة قباطية ومجموعة القرى "فقوعة، دير غزالة، عربونة، دير أبو ضعيف، الجلبون، بيت قاد الشمالي، وبيت قاد الجنوبي، وقرية حداد السياحية)، ما أدى إلى تكرار انقطاع التيار الكهربائي عن المناطق جميعها.
وجددت الشركة تأكيدها أنها ليست سببا في هذا الأمر، وأنها تسعى بكل السبل والوسائل لايجاد الحلول المؤقتة والجذرية لمشكلة النقص في التزويد الكهربائي عموما. قائلة إن "المشكلة الحالية على خط الالمانية والناتجة عن تخفيض القدرة المتاحة من جانب الشركة القطرية الإسرائيلية".
وشرحت الشركة الأسباب الأخرى لانقطاع التيار، في مقدمتها إرتفاع الأحمال على الخط المذكور، وتكرار انقطاعه هو من مسؤولية جميع المناطق المتزودة منه، وعلى جميع المستفيدين من هذا المصدر تحمل مسؤولياتهم.
وشددت على أن "كهرباء الشمال"، ومن واجب قيامها بدورها قامت بتوجيه الكتب الرسمية لكل من الشركة القطرية الإسرائيلية لإعادة الوضع الكهربائي كسابق عهده، والاجتماع الطارئ إلى سلطة الطاقة الفلسطينية، وشركة النقل الوطنية من أجل التدخل السريع والفاعل مع الجانب الإسرائيلي لايجاد الحلول للمشكلة المؤقتة والجذرية المتمثلة بنقص القدرة الكهربائية في منطقة محافظة جنين".
ديون ضخمة
وفي التصريح الرسمي من الشركة القطرية، فإن الدين العام، يبلغ (130 مليون شيكل)، لكن تبلغ حصة شركة كهرباء الشمال فيها فقط (11مليون شيكل وبنسبة تقل عن10% من الدين الاجمالي)، ما يؤكد المسؤولية الواقعة على الشركاء الآخرين والمتزودين من المصدر نفسه، وضرورة قيامهم بمسؤولياتهم لمعالجة المشكلة.
ولفتت الشركة بيانها بأنها ستقوم بسداد الدين المستحق عليها في هذه النقطة، بإسرع ما يمكن، وتطالب باقي المستفيدين بسداد ديونهم، لسد الذرائع أمام الشركة القطرية الإسرائيلية.
وأكدن الشركة أن الأحمال الحالية العاملة في منطقة جنين على هذا الخط انخفضت بنسبة 25% مقارنة بالقدرة التي كانت تتزود بها حتى العام 2013، مقابل ارتفاع احمال المناطق الأخرى العاملة عليه والمزودة منه، وهذا يؤكد عدم المسؤولية "كهرباء الشمال "في الأزمة القائمة والناتجة عن ارتفاع الاحمال.
وترى شركة توزيع كهرباء الشمال أن الحل الجذري لجميع المشاكل المؤقتة والدائمة في نقص القدرة في المنطقة يكون فقط بسرعة تشغيل محطة الجلمه (161 ك.ف)، وهو موضوع تقوم سلطة الطاقة الفلسطينية بمتابعته وإنجازه.
