مبكرا، على غير المعتاد، هاجمت الأزمات الدوري المصري الذي لم تختتم بعد جولته التاسعة، وعاشت الكرة المصرية، التي تعاني أصلا غياب الجماهير وأزمات البث والتمويل، على إيقاع أزمات من نوع مختلف وصاخب.
فالبطولة التي انطلقت بعد أيام على ختام الموسم الماضي الطويل، عرفت اضطرابات معتادة، وعانت توقفات سببتها الارتباطات الإفريقية للأندية، والتصفيات العالمية والأولمبية.
لكن الأزمة الأولى الحقيقية انطلقت من فندق شهير بشرق القاهرة، حيث كان فريق الأهلي، وصيف الموسم الماضي، والنادي الأكثر نجاحا على المستوىين المحلي والإفريقي، في طريقه إلى ملعب "بترو سبورت" لخوض مباراته أمام سموحة بالجولة الثامنة.
فالفريق الذي تعشقه الملايين، حوصرت حافلته من مئات ممن يطلق عليهم جماهير الألتراس، وذلك اعتراضا على منع الجماهير من حضور المباريات.
وتسبب ذلك في منع نجوم الفريق الأحمر من الوصول إلى ملعب المباراة، وسط مشاهد هرج ومرج لا تليق، قبل أن ينطلق اللقاء بما يشبه المعجزة متأخرا عن موعده المقرر بساعتين كاملتين.
وخسر الأهلي المباراة بثلاثية نظيفة، لكن "سجالات الألتراس" عادت لتصم الآذان، وتوارت مجددا، أو كادت، أي دعوات لعودة الجماهير إلى المدرجات.
ومن الأهلي إلى الزمالك، حيث أعلن حامل اللقب نيته الانسحاب من المسابقة جراء "قرارات تحكيمية خاطئة" ضد الفريق خلال المباراة التي خسرها، الأحد، أمام طلائع الجيش 2-3 في المرحلة التاسعة.
وأشار مجلس إدارة الزمالك في بيان إلى أن المباراة شهدت ما وصفها بقرارات تحكيمية مثيرة للجدل باحتساب ركلتي جزاء للطلائع، إضافة إلى حالة طرد (المدافع علي جبر)، وعدم احتساب عدة قرارات مهمة لصالح الزمالك.
وشدد الزمالك في بيانه على أن مجلس الإدارة قد اعترض قبل المباراة على تعيين محمود البنا حكما للقاء، إلا أن اتحاد الكرة أصر على تعيينه.
وأضاف البيان: "يبدو أن هناك هدفا من تعيين البنا في المباراة بعرقلة مسيرة الزمالك، بعدما تلقى الأهلي المنافس هزيمة أمام سموحة"، بحسب وكالة فرانس برس.
ولم يكن عملاق الكرة المصرية الثالث، الإسماعيلي، بمنأى عن المشكلات رغم البداية المقبولة تحت قيادة المدير الفني الشاب أحمد حسام ميدو، حيث تسابقت وسائل الإعلام مؤخرا في الكشف عما وصف بأزمة (ميدو-حسني).
فقد انفجر خلاف بين المدرب، وبين قائد ونجم الفريق حسني عبد ربه، على خلفية عدم مشاركة الأخير بشكل مستمر بالمباريات، مما دفع الاثنين إلى تصريحات انفعالية تهدد وتتوعد، وتنذر بدائرة مستمرة من الجدل.
ضربت الأزمات بطولة تترنح منذ الخطوات الأولى، فيما غابت مشاهد الإثارة فوق العشب الأخضر لتنتقل إلى استوديوهات التحليل وشاشات الفضائيات، في انتظار ما ستسفر عنه التطورات المقبلة.