أغارت طائرات حلف شمال الأطلسي على وسط طرابلس، ليل الجمعة السبت، خصوصا على المنطقة التي يسكن فيها العقيد معمر القذافي، بينما قال الثوار إنهم نفذوا عملية في العاصمة الليبية نفاها النظام. وأفاد تقارير إعلامية، أن سبعة انفجارات عنيفة على الأقل، هزت وسط العاصمة الليبية ليل الجمعة السبت، حوالي الساعة 02:20 (00:20 تغ). ودوت الانفجارات خصوصا في المنطقة التي يقيم فيها القذافي بوسط طرابلس، وقد سبق واستهدفتها العشرات من غارات الحلف الألسي منذ بداية التدخل العسكري الدولي في ليبيا، وقال حلف الأطلسي إنه استهدف "مركزا للقيادة والسيطرة". وقال شاهد وفقا لرويترز، إنه سمع أصوات ستة انفجارات على الأقل، وأضاف أنها كانت أكبر انفجارات تشهدها طرابلس منذ عدة أسابيع، وإن أربعة من هذه الانفجارات هزت الفندق الذي يسكنه المراسلون الأجانب. وعلى الأثر، أعلن التلفزيون الليبي في خبر عاجل، استنادا إلى مصدر عسكري، أن الحلف الأطلسي قصف "مواقع مدنية في العاصمة"، وأعلن أن "مدينة طرابلس تتعرض الآن لقصف استعماري صليبي".. ودوى انفجاران آخران ظهر السبت في المنطقة نفسها، وفقا لوكالة فرانس برس. وقبل ذلك، نفى النظام الليبي تصريحات تفيد أن الثوار نفذوا الخميس عملية في طرابلس، استهدفت عددا من أعيان النظام، بمن فيهم سيف الإسلام، نجل العقيد القذافي. وقال المتحدث باسم الحكومة، موسى إبراهيم، في مؤتمر صحافي: "لم يقع أي هجوم"، مؤكدا أن الثوار "بصدد خسارة المعركة في شرق البلاد وجنوبها الغربي، وأنهم يحاولون رفع معنوياتهم بهذه الأكاذيب عن انتصارات صغيرة". ونفى إبراهيم أن يكون منصور الضو، أحد مساعدي القذافي، أصيب في هجوم صاروخي للثوار خلال اجتماع للدائرة الداخلية للقذافي في طرابلس، وقال إبراهيم إن انفجارا وقع نتيجة انفجار اسطوانة غاز في مطبخ. وقد أعلن علي العيساوي، مساعد رئيس المجلس الوطني الانتقالي، أحد ممثلي الثوار الليبيين، الجمعة، في روما، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الايطالي، فرانكو فراتيني، أن رجاله نفذوا الخميس عملية في طرابلس، استهدفت عددا من أعيان نظام العقيد معمر القذافي، أسفرت عن إصابة بعضهم "بجروح خطيرة". وقال العيساوي: "أمس (الخميس)، في طرابلس، نفذت عملية استهدفت مركز عمليات لكبار مسؤولي النظام، من بينهم سيف الإسلام القذافي"، نجل معمر القذافي. وقال فراتيني، إن الإعلان عن الهجوم "يدل على أنه حتى في طرابلس ثمة قدرة على التحرك، وهو مؤشر واضح جدا". من جانبه، واصل الحلف الأطلسي غاراته الجوية دعما للثوار، وخصوصا في ضواحي زليتن، على بعد 150 كلم شرق طرابلس، حيث أسفرت معارك عنيفة عن سقوط ما لا يقل عن 16 قتيلا، و126 جريحا، في صفوف المتمردين هذا الأسبوع. وأعلن الحلف الاطلسي في بيان، السبت، أنه دمر الجمعة مستودعا عسكريا ودبابتين، وبطاريتين مضادتين للطيران، وآلية مدرعة، قرب زليتن، بينما استهدفت غارات أخرى قرب البريقة، مستودعا وأربع آليات مصفحة. واتهمت السلطات الليبية الجمعة، الحلف، بقتل ستة مدنيين في غارة على مصنع لأنابيب "النهر الصناعي العظيم"، جنوب مدينة البريقة، في هجوم ندد به معمر القذافي في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، وقال الأطلسي إن الضربة استهدفت "منشأة تخزين عسكرية". و"النهر الصناعي العظيم"، مشروع بلغت كلفته 33 مليار دولار، ويقوم على استخراج الماء من الآبار الجوفية، في جنوب ليبيا، ونقلها بواسطة أنابيب عبر الصحراء، إلى مدن شمال البلاد، حيث يقطن معظم السكان. وعلى جبهة الجنوب الغربي، أعلن الثوار الجمعة أنهم ينتظرون أوامر قيادتهم في بنغازي (شرق)، لمواصلة زحفهم على طرابلس. من جهة أخرى، أعلن مسؤولون من الثوار، أن طائرات مدنية تقوم برحلات جوية بين بنغازي (شرق) "عاصمة" الثوار الليبيين، وجبل نفوسة (غرب)، بإذن من حلف شمال الأطلسي، رغم الحظر الجوي المفروض على البلاد. وأعلن مسؤول الامن في مدرج يقع على طريق في غرب ليبيا، لم يكشف موقعه لأسباب أمنية، وفقا لفرانس برس: "يمكن أن نسميه جسرا جويا بين بنغازي وجبل نفوسة، لقد بدأ قبل شهر"، مؤكدا "أنها رحلات تجارية تنقل مدنيين، وأحيانا تتم يوميا حسب الضرورة، وبإذن من الحلف الأطلسي". أما العقيد القذافي، فإنه أكد مجددا مساء الخميس، أنه لن يتنحى عن السلطة إطلاقا، بينما تتكثف الاتصالات الدبلوماسية بشأنه. ويتوقع أن يبحث وزيرا الخارجية الفرنسي والبريطاني، آلان جوبيه ووليام هيغ، الملف الليبي، الاثنين، في لندن؛ وقد تحدث جوبيه هذا الأسبوع عن احتمال أن يظل العقيد القذافي في ليبيا بعد تنحيه عن السلطة. وأفاد مصدر دبلوماسي روسي، ذكرته وكالة إنترفاكس الجمعة، أن قضية رحيل القذافي كانت موضع نقاش "ملموس" خلال زيارة وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي إلى موسكو. من جهة أخرى، قال متحدث باسم الحكومة الليبة، إن ليبيا مستعدة لإجراء المزيد من المحادثات مع الولايات المتحدة، ومع المعارضة، ولكنه أكد أن القذافي لن يستجيب للمطالب الداعية إلى تنحيه. وقال المتحدث، موسى إبراهيم، إن مسؤولين ليبيين عقدوا "حوارا بناء" مع نظرائهم الامريكيين الاسبوع الماضي، في اجتماع نادر، أعقب اعتراف إدارة أوباما بحكومة الثورة. وقال إبراهيم للصحفيين في طرابلس، مساء الجمعة، إن حكومته تعتقد أن عقد اجتماعات أخرى في المستقبل سيساهم في حل المشكلات الليبية، وأنها راغبة في التحدث إلى الامريكيين أكثر، وأضاف أن القذافي لن يترك منصبه، ولن يرحل عن ليبيا. ومع تشبث القذافي بالسلطة رغم مرور خمسة أشهر على انطلاق الثورة العمليات العسكرية، وحملة قصف مطولة من الأطلسي، فإن الغرب يأمل على نحو متزايد في التوصل لتسوية للصراع هناك، لكن الولايات المتحدة تطالب أيضا برحيل القذافي. وقال إبراهيم إن مسؤولين ليبيين ليس من بينهم القذافي، سيكونون على استعداد لعقد المزيد من الاجتماعات مع الثورة التي أصبحت تسيطر في الوقت الحالي على ما يقرب من نصف مساحة ليبيا، ولكنه أوضح أن مثل هذه المحادثات ستعقد فقط بناء على شروط الحكومة التي تحثهم على إلقاء السلاح، والانضمام لمعسكر القذافي، وأضاف المتحدث أن الأمم لا تتفاوض مع من وصفهم بالعصابات المسلحة. ومع تكثيف الدول الغربية لجهودها الدبلوماسية للتوصل لمخرج من الصراع، قال دبلوماسي اوروبي، إن مبعوث الأمم المتحدة سيسعى لإقناع الأطراف المتنازعة في ليبيا بقبول خطة تنص على وقف لإطلاق النار، وحكومة تقاسم سلطة، ولكن دون دور للقذافي. وقال الدبلوماسي، إن المقترحات غير الرسمية سيطرحها مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليبيا، عبد الإله الخطيب، الذي التقى بمسؤولين حكوميين وممثلين عن المعارضة عدة مرات. واشترط مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي، الممثل للثورة، موافقة القذافي علنا على التنحي قبل بدء أي محادثات. وقال في بيان اسبوعي للشعب الليبي، تبثه محطة تلفزيونية تديرها الثورة، إنه لا حوار مع النظام الليبي ما لم يعلن القذافي رحيله وتنحيه هو وأولاده عن الحكم. وقال عبد الجليل أيضا، وفقا لرويترز، اليوم السبت، إن خطة الخطيب لتقاسم السلطة مفتوحة للمناقشة بشرط تنحي القذافي.. وأضاف أن أي حل دبلوماسي سيكون مقبولا إذا تحقق هذا الشرط الوحيد. وقال متحدث باسم الثورة وفقا لرويترز، إن الخطيب سيزور معقل الثورة في بنغازي خلال الأيام القادمة. ولا يبدو الثوار الذين يفتقرون إلى السلاح والتدريب، قادرين على الإطاحة قريبا بالقذافي، وأعلن الثوار في وقت سابق من الأسبوع الماضيـ تحقيق تقدمـ ولكنهم تكبدوا لأيضا خسائر قرب مصراتةـ معقلهم في الغرب، وفي القتال من أجل السيطرة على البريقة. وكثف القذافي من خطبه التي تنطوي على تحدّ، وسط تقارير مستمرة عن إجراء محادثات، ويعرض التلفزيون تجمعات مؤيدة للحكومة بشكل شبه يومي تقريبا، ربما لتأكيد أنه لا يزال يحظي بدعم كبير. وأعلن التلفزيون الليبي أن القذافي سيلقي خطبة أخرى، اليوم السبت، يوجهها هذه المرة للشعب المصري، بمناسبة ثورة 23 يوليو.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.