قال الخبير الاستراتيجي في صحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل، "إن الأجهزة الأمنية في إسرائيل انتظرت طوال يوم أمس خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الذي اكتفى باقوال عامة مفادها أن القنطار "واحد منا" مع الوعد والوعيد للانتقام لمقتله في الزمان والمكان المناسبين.
وأضاف هارئيل "لم يدلِ نصر الله بتفاصيل اضافية، ولم يقم بتعريف الخطوط المفترضة لطبيعة العمل وطبيعة الرد، الا انه من غير المحتمل ان يكون الرد على درجة كبيرة من التطرف، الأمر الذي قد يشعل حربا جديدة مع إسرائيل".
ويأتي هذا الاعتقاد مطابقا لما ورد في وصية قنطار التي خطّها بيده، والذي اختار حزب الله الإعلان عنها بالتزامن مع خطاب نصر الله، حيث جاء فيها "انه يطالب بالانتقام لمقتله ولكن بذكاء، من دون أن ينجر الحزب الى حرب مع إسرائيل لا يمكن السيطرة عليها".
ويشير هارئيل إلى أن "الرد القادم سواء من سوريا او من لبنان مرهون أولا وأخيرا بايران، فيما اذا كانت مهمة الرد ستُلقى على عاتق حزب الله او على بقايا التنظيم الذي حاول قنطار تشكيله في الجولان، إلا أن القرار لا بد أنه سيصدر من طهران".
"ذلك أولا - لأن قنطار كان بمثابة الوكيل لها في أعقاب تقليص علاقات حزب الله معه قبل نحو العام، لاعتقاد الحزب أن قنطار فشل في تنفيذ المهمة الموكلة له في الجولان، مما اضطره للعمل تحت إمرة الحرس الجمهوري الايراني العامل في سوريا بواسطة عقيد ايراني".
ويضيف الكاتب: "ثانيا -أن لإيران مزيج معقد من المصالح في المنطقة، التي ترى أن علاقاتها مع الدول الكبرى على خلفية الاتفاق النووي، والجهود لإطالة حياة نظام الاسد والاتصالات من اجل انتخاب رئيس جديد في لبنان، هي امور، قد تكون اهم من اغتيال قنطار، سيّما وان التقارير التي بأيدي اسرائيل لا تشير الى مقتل احد من الحرس الجمهوري في العملية، وأن من قُتل مع القنطار هو مساعده الشعلان وحارسه الشخصي".