20°القدس
19.69°رام الله
18.86°الخليل
23.55°غزة
20° القدس
رام الله19.69°
الخليل18.86°
غزة23.55°
السبت 04 مايو 2024
4.67جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.67
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4
دولار أمريكي3.72

الذّكرى الـ 7

بالفيديو: 60 طائرة إسرائيلية تصبُّ الموتَ على غزة في لحظةٍ واحدة

a8e6e1d6cd2b01e6a5505f2c10d26e82
a8e6e1d6cd2b01e6a5505f2c10d26e82
معتز عبد العاطي - فلسطين الآن

إنّها الحربُ الإسرائيليةُ الأكثر مفاجأة في قطاعِ غزة، سبعُ سنواتٍ انقضتْ، وما زالت ذكرياتُها عالقة في الأذهاب، ومحفورة في ذاكرةِ الصغارِ قبل الكبارِ، ستون طائرة إسرائيلية، تحملُ قذائف الموتِ والحقدِ، تقصفُ كأنّها طائرة واحدة، مقار الأجهزة الأمنيّة بغزة، ليرتقي مئات الشهداء، وآلاف الإصابات، وتناثر الأشلاءُ، معلنة الغضب على كُلِّ المعتدين والمتخاذلين والمتآمرين على البقعة الجغرافيّة الصغيرة، التي تمنّى الأعداء لو أغرقها البحرُ، لصمودِها الأسطوري، ووقفتها الشامخة، فما انحنت إلا لربّها، في الوقتِ الذي ركع أرباب الخيانةِ والعمالة، تحت أقدامِ أسيادِهم الباغين في تل أبيب وواشنطن.

تآمر القريبُ قبلَ البعيد، للانتقامِ من غزة ومقاومتها، أرادوها حرباَ شعواء تحرق الأخضر واليابس، وتقتل البشر وتدمّر البشر، وتنسف أحلام الطفولةِ، وطموح الشباب، وآمال الشيوخ، أرادوا أن يسقطوا البندقيّة والرصاص، وأن يقتلوا روح المقاومة في نفوس الشعب، فيوجّها الشعبُ أصابع الاتهام إلى المقاومة، بأنّها سبب المصائب والكوارث والحروب، فخابت ظنونهم، وأسقطَ المجاهدون أهدافهم تحت أقدام أصغر طفلٍ في غزة، فما هانت غزة وما ضعفت وما استكانت.

شددوا حصارَهم، وأقفلوا المعابر والحدود والسدود، وقصفوا الأنفاق الحدودية مع مصر، التي تواجدت فيها وزيرة  خارجية الاحتلال الإسرائيلي في القاهرة، لتعلن الحرب خفية هناك على غزة وشعبها ومقاومتها وقيادتها من أجل أن تركعَ، خوفاً من تعاظم قوة المقاومة، وزيادة مؤيديها.

بدأت الحرب بدماءٍ ساخنة، تلعن المتخاذلين، وتشعل الغضب لدى المقاومة، التي ردّت ولآخر يومٍ في الحرب التي استمرت اثنين وعشرين يوماً، بإطلاق الصواريخ صوب المغتصبات الإسرائيلية، المحاذية لقطاع غزة، ورغم قلة الإمكانيات إلا أنها استطاعت تهجير ملايين الإسرائيليين من مستوطناتهم، وإرغام الاحتلال على التراجع عن تحقيق أدنى أهدافه، من احتلال غزة، والقضاء على المقاومة، ووقف إطلاق الصواريخ، فلم يحقق شيئاً سوى أنه استقوى على الأطفال والنساء والشيوخ، فقصف البيوت والمساجد والمستشفيات، في حربٍ بربرية إجراميّة، واستهدفت العائلات بشكلٍ جماعي في بيوتِها والمدارس، كما الحال في عائلة السّموني شرق غزة، ومجزرة الفاخورة التي راح ضحيتهما أكثر من مائة شهيد.

قدمت غزة قرابة 1435 شهيداً في الحرب، وآلاف الجرحى، ودمرت آلة الحرب الإسرائيلية، آلاف البيوت والمساجد والمدارس والمستشفيات والمنشآت، لتكون غزة بلا أمل، فخرجت غزة من تحت الرّكام، تعلن الانتصار على الظالمين المتجبرين، تضمد جراحاتها، وتلملم آلامها، وقّدمت العديد من القادة، أبرزهم وزير الداخلية سعيد صيام، وقائد الشرطة في غزة توفيق جبر، والشيخ العالم نزار ريّان.

انتهت حربُ الفرقان، والتي أطلق عليها قادة الاحتلال الإسرائيلي "الرصاص المصبوب" لكثرة القذائف التي سقطت عليها، طيلة أيام الحرب، فتعجب الخبراء والقادة العسكريون في العالم، من صمود أهل غزة، فكيف لهذه البقعة الصغيرة أن تخرج بكل كبرياءٍ وشموخ، وتواصل من جديد، بأكثر أمل وقوة وعنفوان بعد هذه الحربِ المدمرة.