23.89°القدس
23.66°رام الله
22.75°الخليل
24.03°غزة
23.89° القدس
رام الله23.66°
الخليل22.75°
غزة24.03°
السبت 04 مايو 2024
4.67جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.67
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4
دولار أمريكي3.72

تقرير: كيف بدَت "بقعة الزّيت" بعد سبعِ سنواتٍ؟

AFP_Getty-156801224
AFP_Getty-156801224

كانت غزة ظهر السابع والعشرين من شهر كانون الأول/ديسمبر لعام ألفين وثمانية، على موعدٍ مع ضربةٍ جويةٍ مقدارها 60 طائرة، تضرب ضربة رجلٍ واحد، على مقار الشرطة الفلسطينية والمقاومة في غزة، وسعت "إسرائيل" لأن تكون ضربة موجعة مفاجأة، تعقبها حرب برية، تسقط حماس  في غزة.

استشهد المئات جراء الضربة المفجعة، ما بين عسكريين ومدنيين، لكنّ المقاومة ومنذ اللحظةِ الأولى، أطلقت الصواريخ بكافة أنواعها المتوفرة في غزة، رغم قلّة الإمكانيات والحصار المفروض على القطاع، واستمرت لآخر يومٍ في الحربِ، رغم الجراحِ والآلامِ والعذاباتِ، التي حدثت بفعل الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة، والتي أطلق عليها قادة الاحتلال "الرصاص المصبوب" والتي استخدم فيها الاحتلال الأسلحة المحرّمة دولياً ضد المدنيين، من أجل أن يحقق أهدافه من الحرب.

بقعة الزيت

وأطلقت كتائب الشهيد عز الدين القسام، على ضرباتها الصاروخيّة في حرب "الفرقان" بقعة الزيت، والتي تتسع شيئاً فشيء، لتصل لمناطق أبعد، وتطال مدناً ومنشآت عسكرية أكثر أهميّة.

تغيّرت قواعد اللّعبة، وطوّرت المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب القسّام وسرايا القدس، من صواريخهما مدى وفاعليّة، في حرب الثمانية أيّام، والتي أشعلتها "إسرائيل" باغتيال القائد القسّامي الكبير أحمد الجعبري، والذي تعتبره "إسرائيل" الخطر الأكبر الذي يتبرص بها، وقد أطلقت عليها "إسرائيل"، "عامود السّحاب" كناية عن كثافة الغارات التي سينتج عنها سحاباً ودخاناً، وأطلقت عليها كتائب القسّام "حجارة السّجيل".

وفي العام 2014، أطلقت "إسرائيل" على عمليتها العسكرية في غزة، "الجرف الصّامد"، مكثفة نيرانها وعملياتها وقصفها، واستهدافها للمدنيين، فكان ردّ المقاومة أعنف بحجم الاعتداءات الإسرائيلية، فقصفت المدن المحتلة في الداخل، وكانت صواريخها أكثر مدى ودقّة وفاعلية من الحربين السابقتين.

لقد مرّت "بقعة الزّيت" بمراحل عديدة منذ العام 2008، ومروراً بحربـي 2012،2014، وقد وصلت في هذه الأيام إلى التّجارب الصاروخية القسامية، والتي يرصدها الاحتلال أسبوعياً، ويعلن عنها، متخوفاً من تطوير القدرات الصاروخية القسّامية، لأكثر من ذلك.

كيف كانت البدايــة

وقال المحلل السياسي والخبير في الشأن الإسرائيلي، مأمون أبو عامر، إن النسخة الأولى من صواريخ المقاومة عام 2001م، رفقة قذائف الهاون، كانت ذات إمكانية محدودة، ولا تطال سوى الآلاف من الإسرائيليين، في المستوطنات الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة.

وبيّن خلال حديثــه لــ "فلسطين الآن" أن الصواريخ البدائية، كانت تقتصر على أربع كيلو مترات، ثم تطورت إلى صواريخ غراد الروسيّة الصنع، والتي كانت تهرب لقطاع غزة، وتعتبر أيضاً محدود، في قوة التفجير والتوجيه والمدى، وتصل فقط إلى المجدل واسدود.

وأوضح أن المقاومة في غزة، باتت أكبر قدرة على تصنيع الصواريخ المحليّة التي أصبحت أكثر خطورة على المنشآت الإسرائيلية، بعد مرورِ سبع سنواتٍ على  حرب الفرقان، التي كانت صواريخ المقاومة، تدك حصوناً إسرائيلية قريبة، وبفاعلية أقل.

80% تحت رحمة المقاومة

وأكد  "أبو عامر" أن امتلاك المقاومة، في العام 2014، صواريخ R160 والتي استطاعت أن تصيب مدينة "حيفا" المحتلّة، نقلة نوعية في التصنيع المحلّي لدى كتائب القسام والمقاومة، واستطاعت أن تصل تقريباً لــ80% من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتهجير عدد كبير من السكّان الإسرائيليين.

كما لفت إلى إعلان الاحتلال الإسرائيلي، في الحرب الأخيرة، عن وصول صواريخ المقاومة لمركز إسرائيلي في "تل أبيب" وقد أحدثت الصاروخ الفلسطيني دماراً واسعاً في المركز الإسرائيلي، مبيناً أن الصواريخ في تقدمٍ كبيرٍ رغم الصعوبات والتحديات التي تواجهها المقاومة في قطاع غزة.

ونوّه أن المقاومة رغم التحديات الكبيرة في قطاع غزة، استطاعت التمويه وإخفاء الصواريخ، رغم المساحة الجغرافية الصغيرة لقطاع غزة، كما أنها صمدت طيلة 51 يوماً من العدوان الإسرائيلي، واستمرت الصواريخ في الانطلاق لآخر يومٍ من المعركة.

وقلل "أبو عامر" من نجاح القبّة الحديدية أو العصا السحرية، في اعتراض صواريخ المقاومة، التي نجح جزء كبير منها في التخطي والوصول إلى الأهداف الإسرائيلية، مشيداً بخبرة المقاومة الفلسطينية والقسّام في التجربة والتجريب وتحقيق الأهداف.

الصواريخ التجريبيّة

واعتبر الخبير في الشأن الإسرائيلية، أن الصواريخ التجريبيّة التي تطلقها كتائب القسام صوب البحر، تأتي في إطار " إما أن تحارب ، وإما أن تستعد للحرب"، موضحاً أن صوت الانفجارات الكبيرة التي تسمع من قطاع غزة، دليل أن الصواريخ التجريبيّة ذات قوة تدميرية أكبر من سابقتها، وأن تطوير الصواريخ يسير على ما يرام.

وشدد "أبو عامر" في حديثـه أن المقاومة تفجّر وتتدّرب، وتخفي الكثير من الأسرار، ولا تفصح عنها إلا في الوقتِ المناسب.

ويعلن جيش الاحتلال بصورة مستمرة، من إطلاق حماس صواريخ تجريبية صوب البحر، مبدياً تخوفه من قدرات القسام الصاروخيّة.