أجمع المحللون السياسيون على أن تسليط الاحتلال الإسرائيلي الضوء على قيادات المقاومة الفلسطينية، وإظهار قدراتهم من خلال تقارير إخبارية عسكرية وأمنية مسربة هي تجهيز لمحاولة غدر من خلال تصفية واغتيال أولئك القادة.
ويرى المحللون أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول انتهاز الفرصة المناسبة لتنفيذ عملية الاغتيال بحق أحد الشخصيات المرموقة لدى المقاومة الفلسطينية.
وركزت التقارير الإخبارية المسربة أمنيا من قيادة الاحتلال في الآون الأخيرة والتي نشرتها كبرى الصحف والمواقع العبرية على القيادي في حركة "حماس" يحيى السنوار، واصفة إياه بالعدو الأول لها داخل السجون سابقا، وأنه العدو الأول لها الآن في قطاع غزة.
وزعمت تلك التقارير العبرية أن السنوار – وهو أسير محرر في صفقة وفاء الأحرار عام 2011- أصبح القيادي الأول في قطاع غزة، وأنه بديل لنائب رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية، والمتحكم الأول في قطاع غزة من الناحية الأمنية والعسكرية.
ويعتقد المحلل السياسي مصطفى الصواف في حديثه لوكالة "فلسطين الآن" أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول دق الأسافين بين قيادة المقاومة الفلسطينية وقيادة حركة "حماس"، معتبرا ذلك محاولة يائسة من الاحتلال في خلق شرخ في صفوف المقاومة وقيادتها.
وأكد الصواف أن محاولات الاحتلال مكشوفة ولا تنطلي على أحد، مبينا أن الاحتلال يحاول أن يحمل شخصا واحد مسئولية ملف الجنود الإسرائيليين المفقودين في قطاع غزة إبان عداون 2014، وذلك في إشارة واضحة لتبرير تصفيتهم إن حدثت أمام المجتمع الإسرائيلي والدولي.
وعن قدرات الاحتلال في تنفيذ عملية الاغتيال، وقدرته في الدخول في حرب، قال الصواف: "إسرائيل فعلا تجهز لعدوان وربما المناورة الأخيرة التي جرت على حدود قطاع غزة داخل أبنية شبيهة بقطاع غزة هذا دليل على تخطيطه الدائم لذك لكنه ينتهز الفرصة المناسبة".
وأضاف: "أما الاغتيال فهو قادر على تنفيذ الاغتيال وبالتالي يجب أن يكون لدى قيادة المقاومة حيطة وحذر من ذلك ويجب عدم الاستهتار بهذه التهديدات".
يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي قبل بداية عدوان 2012، كان يحمل الشهيد أحمد الجعبري، مسئولية قيادة كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس"، ويحمله مسئولية اختفاء الجندي "جلعاد شاليط" في قطاع غزة، وأنه مهندس صفقة "وفاء الأحرار" لتغتاله في أواخر العام 2012 ويندلع بعدها عدوان إسرائيلي على قطاع غزة استمر 8 أيام.
من جهته، اتفق المحلل السياسي الفلسطيني حسن عبدو، مع الصواف، أن الاحتلال يحاول من خلال إبراز قيادي في المقاومة إلى دق الأسافين داخل الصفوف ومحاولة لتصفية واغتيال تلك الشخصية وإيجاد مبرر مسبق لذلك.
واعتبر عبدو في حديثه لوكالة "فلسطين الآن" أن المقاومة الفلسطينية واعية لما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي، وأنها تعلمت من الدروس السابقة وأثبتت جاهزيتها لإفشال أي سيناريو يحضر له الاحتلال.
ولفت عبدو أن الاحتلال من خلال تقاريره الأخيرة حاول تحميل المسئولية كاملة للقيادي في "حماس" يحيى السنوار خاصة بعد الرسالة المشكوك في أمرها من المقاومة لعائلة الأسير "شاؤول"، ليبرر موقفه أمام عائلة الجندي الإسرائيلي وليبين لتلك العائلة أن أجهزته العسكرية والاستخباراتية تعمل على إيجاد ابنهم.
ولم يستبعد عبدو تجهيز الاحتلال لحرب وأن يبدأها بعملية اغتيال لأحد القيادات الكبيرة للمقاومة، مبينا أن الاحتلال قادر عسكريا على ذلك، لكنه يضع في حساباته قدرات المقاومة ، ويتحين الفرصة المناسبة لتنفيذ إجرامه.