17.23°القدس
17.04°رام الله
16.08°الخليل
22.82°غزة
17.23° القدس
رام الله17.04°
الخليل16.08°
غزة22.82°
الإثنين 14 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

تقرير "فلسطين الآن"

من هو "المباشر" أحد محتجزي شاليط؟

1118f2c91348e29a6684bbbba143e9ed
1118f2c91348e29a6684bbbba143e9ed
الضفة المحتلة - فلسطين الآن

بين أزقة معسكر خان يونس الضيقة جنوب قطاع غزة، وبيوته المتهالكة، وأسقف منازله التي أهلكتها أشعة شمس المخيم الحارقة، ولد الشهيد القسامي عبد الرحمن صالح المباشر.

ولد الشهيد عبد الرحمن المباشر، في عام ألف وتسعمائة وست وثمانين، لأسرة ملتزمة بدينها، محافظة على عادات الشعب الفلسطيني الأصيل، كبر وترعرع الشهيد عبود كما يحلو للجميع مناداته بهذا اللقب، بين أزقة المخيم، وعانى كما عانى العديد من أبناء الشعب الفلسطيني من مرارة الاحتلال وبطش جيشه المهزوم، فترعرع مع انتفاضة الشعب الفلسطيني الأولى، واشتد عوده في انتفاضة الأقصى المباركة، ليلحق بركب المجاهدين الذهين حملوا على عاتقهم هم تحرير القدس وفلسطين من دنس الاحتلال البغيض.

جوار خيمة عزاء الشهيد تجمع العديد من أقرباء وأصدقاء الشهيد، ملتفين حول والده الصابر المحتسب، مواسينه وأنفسهم، في فقد المحبوب للجميع، يمنعون الدمع أن يجري كي لا يتأثر أهل الشهيد.

الشهيد عبد الرحمن هو متزوج ولديه من الأولاد بنتان، ملك سنة وخمسة شهور، وريتال سنتان وثمانية شهور.

والد الشهيد تحدث لـ "فلسطين الآن " بالقول:" لقد كان عبد الرحمن،  متواضعاً جداً محباً للجميع دون استثناء، والجميع يحبه أيضاً، لا يحمل في قلبه حقداً على أحد، وكان دائماً يعمل لإسعاد الجميع سواء أكان صغيراً أو كبيرا".

وأضاف الوالد الصابر المحتسب:" نشأ عبود تربية إسلامية، فمنذ نعومة أظفاره التحق بالمساجد، وحلق تحفيظ القرآن بمسجد الإمام الشافعي، وكان قلبه دائماً بالمسجد ومتعلقاً برواد المسجد الشباب أيضاً".

ويشير الوالد أن مواقف الوالد والوالدة مع الشهيد كثيرة، لكن ما يذكر أن عبود لم يكن يرضى أن يرى والديه أو أي أحد من إخوانه وقد بدا على وجههم علامات الحزن، فقد كان يبادر دائماً لإسعاد الجميع ويمازحهم كي تزول علامات الحزن عن وجوههم.

أما الشقيق الأكبر للشهيد عبد الرحمن، فيصف أخيه الشهيد بقوله كان مفكراً، فقد كان جميع من حوله إذا استعصت عليهم أي مشكلة، كانوا دائماً ما يلجؤون إليه كي يحل لهم القضية التي يواجهونها، وكان دائماً ما ينجح بحل المشكلة.

ويضيف:" كان عبد الرحمن منذ صغره هادئ الطبع، متميزاً بين أقرانه، شجاعاً، ويحب مساعدة الجميع، حتى أنه قبل أيام من استشهاده تعرض محل أخيه لحريق، فكان الشهيد عبود أول من هب لإطفاء الحريق الذي اشتعل بالمحل".

وأكد شقيق الشهيد أن أخيه التحق في صفوف القسام في سن مبكرة من عمره، نظراً لقرب منزلهم من مستوطنات الاحتلال في المناطق الغربية لمدينة خان يونس، الذي أهله ليكون جندياً في صفوف المجاهدين.

وعن قصة استشهاده فيخبرنا أخوه:" فجر الاثنين، وعند آذان الفجر، اتصل بي أحد أخوتي، ليخبرني بأن عبد الرحمن أصيب بإصابة بالغة، إثر انهيار نفق للمقاومة، والأن هو في مستشفى ناصر، وبعد قليل عاود أخي الاتصال وعندها قبض قلبي وأبلغت باستشهاد عبد الرحمن، رحمه الله رحمة واسعة". 

ويشير شقيق الشهيد، أن حشوداً كبيرة جداً من المواطنين شاركوا في تشييع جثمان الشهيد إلى مثواه الأخير، حتى أن أحد المشاركين همس في أذنه قائلاً، أنه أحب الشهيد من اللقاء الأول، لأن الابتسامة دائماً لم تكن تفارق محياه.

رحل البطل إلى الله شهيداً وهو يعد للقاء أعداء الله، وكثر هم الذين رحلوا على ذات الطريق، لم يعرفهم الناس، لكن بطون الأرض خبرتهم، وعند الله أجرهم، شهداء الإعداد والتجهيز.