في ظل تراكم الأزمات التي يعيشها المواطن الغزي في الوقت الحالي، تطفوا على السطح أزمة المياه ووصولها لمنازل المواطنين، خاصة مع ارتباطها بأزمة الكهرباء والتي تتجاوز ساعات القطع ساعات الوصل فيها.
فالعديد من مناطق قطاع غزة، يشتكي المواطنون فيها من انقطاع المياه فيها لأكثر من 5 أيام، واضطرار بعضهم لملء خزاناتهم على حسابهم الخاص، وتقديم البعض الآخر لشكاوى خطية لسلطة المياه في مناطقهم.
شكاوى مواطنين
المواطن سامي عودة من سكان مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، أكد خلال حديثه لوكالة "فلسطين الآن"، أن المياه لم تصل منزله منذ أيام، وبعد حلول الفرج على منطقته، ووصول المياه لها، كانت ضعيفة جدا في "المواسير"، لدرجة أنها لم تستطع ملء خزانه القابع فوق منزله المكون من طابق واحد.
وأضاف المواطن عودة أن المشكلة في وصول المياه لمنطقته مع دخول ساعات قطع الكهرباء فيها، ما يحول دون إمكانية تشغيل "ماتور المياه" لضخها للخزان.
وأوضح عودة أنه قام بالاتصال بسلطة المياه مرارا وتكرارا لحل المشكلة، إلا أنهم في كل مرة يعيدون نفس الرد بأنهم قيد معالجة المشكلة، منوها أنهم كسروا حاجز الأسبوع وهم قابعون في ذات المشكلة.
من جانبه قال المواطن أحمد المدهون من سكان مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة، إنه يضطر لتشغيل ماتور الكهرباء لضمان ملء خزاناته بالمياه، في ظل اختلاف جدول وصل الكهرباء والمياه في منطقته.
واشتكى المواطن المدهون خلال حديثه لوكالة "فلسطين الآن" من التكلفة التي يتكبدها جراء تشغيل مولد الكهرباء، مشددا على ضرورة حل مشكلة المياه واتفاق سلطة المياه والطاقة على جدول موحد لضمان عدم انقطاعهم من المياه.
ولفت المدهون إلى أن الإنسان بإمكانه تحمل أي أعباء أو أزمات في الحياة، "إلا أن المياه لو انقطعت فذلك يعني أن الحياة انقطعت، وكل مفاصلها أصيب بالشلل".
رسالة سلطة الطاقة
رئيس سلطة المياه في قطاع غزة، سفيان أبو سمرة، أكد، أنهم يعملون وفق ما هو متوفر لديهم من كهرباء لضخ المياه للمواطنين، بصرف النظر إن كانت المنطقة التي يضخ لها المياه واصلة لها الكهرباء أم لا.
وقال أبو سمرة، لوكالة "فلسطين الآن": " قبل ثلاثة أيام وصلتنا رسالة من سلطة الطاقة، تخبرنا فيها أن مرافق البلدية دخلت ضمن جدول وصل وقطع الكهرباء".
وأضاف أبو سمرة: " ذلك جعلنا نعمل على ضخ المياه للمواطنين وفق جدول الكهرباء المتوفر لدينا، وهو ما سبب أزمة في بعض مناطق قطاع غزة التي لا يتناسب جدول المياه والكهرباء فيها".
وتابع أبو سمرة: " نحن لا نعتبر الرسالة التي وصلتنا من سلطة الطاقة سارية المفعول، ولن نقبل بها حتى نجلس مع المعنيين في سلطة الطاقة ومحاولة حل المشكلة، وهل هي مؤقتة أم دائمة".
شدد رئيس سلطة المياه أنهم لن يتركوا المواطنين في معاناتهم وأنهم سيعملون على حل المشكلة في أقرب وقت ممكن.
الطاقة: يجب توزيع المسئوليات
من جهته، أقر المسئول الإعلامي لسطلة الطاقة في قطاع غزة أحمد أبو العمرين، أنهم وجهوا رسالة لسلطة المياه بدخول مرافق البلديات لجدول وصل وقطاع الكهرباء في مناطق القطاع.
وقال أبو العمرين لوكالة "فلسطين الآن": "يجب توزيع المسئوليات، وعلى البلديات تحمل ما عليها من التزامات"، موضحا أن ما قامت به سلطة الطاقة تجاه البلديات لتوفير الكهرباء اللازمة للمواطنين، في ظل تذبذب جدول الكهرباء الواصلة للمواطنين في كافة مناطق القطاع.
وتساءل: "لماذا أوفر كهرباء للبلديات وانا أعاني من عجز في جدول وصل الكهرباء للمواطنين، في ذات الوقت الذي يمكن أن تقوم البلديات بتشغيل المولدات الكهربائية لتوفير المياه للمواطنين".
وأضاف أبو العمرين: "لن تقوم شركة الكهرباء بحمل كل أزمات البلد، في ظل مقدرة مرافق أخرى كالبلديات من تحمل مسئولياتها وحل مشكلتها دون توفير كهرباء تفيض عن حاجتها في الوقت الذي يعاني المواطنون من قلة وصل الكهرباء".
