16.12°القدس
15.88°رام الله
14.97°الخليل
19.92°غزة
16.12° القدس
رام الله15.88°
الخليل14.97°
غزة19.92°
الأحد 27 ابريل 2025
4.82جنيه إسترليني
5.11دينار أردني
0.07جنيه مصري
4.13يورو
3.62دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.82
دينار أردني5.11
جنيه مصري0.07
يورو4.13
دولار أمريكي3.62

كيف تتحكم نحلة في مصير البشرية؟!

1
1

في هذه اللحظة بينما تقرأ أنت هذا المقالة القصيرة، تعمل الكثير من المختبرات حول العالم بدأب كخلية نحل نشيطة، لحل مشكلة تهدد مستقبل 7 بليون إنسان على كوكبنا، أعداد نحل العسل تتناقص بشكل مطرد منذ عام 2006 وتدق ناقوس الخطر بقرب موعد انقراضها، مما يعني أن العالم سيواجه قريبا كارثة تأثير النحلة.

من بين 100 نوع من المحاصيل الزراعية التي يعتمد عليها البشر، يلقح النحل وحده 70 منها، لذلك فإن طنين تلك الحشرة الصغيرة يعادل في السوق العالمية ما قيمته 200 بليون دولار أمريكي!

يطلق العلماء على التناقص الحاد الذي تشهده مستعمرات النحل في الآونة الأخيرة "اضطراب انهيار مستعمرات النحل" Colony Collapse Disorder، وقد تم ملاحظته في كل من الولايات المتحدة وأوروبا، الصين واليابان، وأفاد تقرير أخير صادر عن الأمم المتحدة إن مصر قد انضمت مؤخرا للوباء الذي يواجه مستعمرات النحل عالميا، بحسب ما أبلغ عدد من النحالين المصريين.

يرجع السبب وراء ذلك التناقص إلى عدة عوامل، منها ازدياد استخدام المبيدات الحشرية، التعدي على مواطن النحل الطبيعية، وانتشار أمراض النحل من قارة لأخرى عبر وسائل النقل الحديثة، لقد شاركت تلك العوامل لترفع نسبة انهيار مستعمرات النحل في الولايات المتحدة إلى 30% سنويا، بحسب تقرير صادر عن وزارة الزراعة الأمريكية عام 2013، مما دفع الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإصدار مذكرة رئيسية العام الماضي توصي بإتباع إستراتيجية للحفاظ على نحل العسل، جدير بالذكر أن نسبة الخسارة تصل إلى 90% في أماكن أخرى.

كذلك أصدرت المفوضية الأوروبية العام الماضي قرارا بمنع استخدام عدد من المبيدات الحشرية المضرة بالنحل، ولم تتوقف الأمم المتحدة عن أطلاق تحذيراتها، مطالبة بتغيير النشاطات المضرة بالنحل، لتجنب كارثة زراعية في المستقبل.

نحلة صغيرة تهدد العالم

في مشهد تخيلي إذا أصبحنا على عالم بلا نحل، فإن ما يقارب 52% من الخضراوات والفواكه التي تتوافر في الأسواق كالتفاح والمانجا، البصل والجزر والليمون وغيرها ستختفي، بل يتوقع الخبراء أن يؤدي ذلك لانقراض 20 ألف نوع من النباتات.

 سيبدأ المزارعون في البحث عن وسائل الأخرى لتلقيح محاصيلهم حتى إن كلفتهم الكثير من المال، لكن ذلك يعني أيضا ارتفاع أسعار الخضراوات والفواكه سريعا في الأسواق.

لن يتوقف التضخم على المنتجات الزراعية فقط، اللحوم ومنتجات الألبان الدواجن، تعتمد بشكل كبير على النباتات التي تتغذى عليها الماشية والتي ستواجه نفس المشكلة، يجب ألا ننسى كذلك المنتجات القطنية من مختلف الملابس إلى المستلزمات المنزلية التي ستتأثر باختفاء أحد أهم ملقحات نبات القطن.

 مع زيادة التضخم ستواجه عدد من الدول النامية مشاكل اقتصادية حادة يلحقها على الأغلب اضطرابات سياسية، في الوقت نفسه قد تصل بعض المختبرات المتطورة لاختراع روبوتات تقوم بوظيفة النحل لتبدأ عصر جديد للزراعة، وتصدر آلياتها الجديدة بأثمان باهظة إلى دول العالم، بينما تتوجه الدول التي لا تتحمل تلك التكلفة إلى اعتماد كلي على المحاصيل التي تخصب عن طريق الرياح، كالأرز والذرة.

يظهر من الأمثلة السابقة مدى اعتمادنا الخفي على الطبيعية في عصر التكنولوجيا، وكيف أمكن لطنين نحلة صغيرة أن يعدل قرارات أقوى الدول في العالم.

لحسن الظن لم تحدث تلك الكارثة بعد، ويمكنك مواجهتها ببساطة من خلال زراعة وردة صغيرة في شرفتك، تستقر عليها نحلة عابرة لتتغذى وتستمر في عملها الدؤوب!