تهدد القناة المائية التي أنشأها الجانب المصري على طول الحدود المصرية مستقبل المياه الجوفية في مدينة رفح ومخزونها في القطاع ، وتتعرض الآبار القريبة من المنطقة الحدودية التي تضخ مياه الشرب والاستخدام المنزلي إلى ارتفاع نسبة الملوحة فيها ، وتؤثر سلبًا على المواطنين والتربة والزراعة.
لم يكتفِ الجيش المصري بإنشاء منطقة عازلة دمر خلالها مئات الأنفاق ومنازل المواطنين داخل الجانب المصري ، وأتبعها بإنشاء خندق مائي على طول الحدود ، وهو عبارة عن أنابيب بقطر 60 سم موصولة بمضخات من البحر المتوسط ووممتدة على الشريط الحدودي يفصل بينها عبر مسافات متفاوتة برك مائية لترشيح المياه بعمق 20 مترًا أسفل الأرض مما يسبب سرعة وصول مياه البحر المالحة.
بعد قرابة ثلاثة أشهر من بدء أول عمليات الضخ لمياه البحر المالحة على الحدود ارتفعت نسبة ملوحة المياه في الآبار التابعة لبلدية رفح بالذات القريبة من المنطقة الحدودية.
30% من الآبار مهددة
وأكد رئيس لجنة الطوارئ في بلدية رفح أسامة أبو نقيرة خلال حديثه لـ"فلسطين الآن" أن نسبة الملوحة ارتفعت في بعض الآبار التابعة للبلدية والتي تضخ المياه للمواطنين ، وقال:"هناك ارتفاع في نسبة الملوحة في بعض الآبار بالذات القريبة من منطقة الحدود".
وتوقع أبو نقيرة أن 30% من آبار مدينة رفح والبالغ عددها 20 بئرًا مهددة بالملوحة نتيجة استمرار ضخ مياه البحر على الحدود ، موضحًا أن ستة آبار تابعة للبلدية تضخ المياه للمواطنين تقع على المنطقة الحدودية.
وأشار أن الانهيارات والتشققات في التربة مستمرة في المنطقة الحدودية ، وقال:"كلما يزداد ضخ المياه فإن المستقبل سيكون سيئًا جدًا ، ونتائج القناة المائية ستقضي على الحياة في المنطقة الحدودية".
وأوضح أن فحوصات قامت بها مصلحة مياه بلديات الساحل بالتعاون مع دائرة مختبرات الصحة العامة بوزارة الصحة ، تبين ارتفاع ملحوظ وكبير في نسبة الأملاح داخل ثلاث آبار تقع في المنطقة الغربية الحدودية.
الملوحة 80 ضعف
وتوقع رئيس سلطة المياه في قطاع غزة مازن البنا أن يتم ضخ ما يقارب 30 ألف متر مكعب من مياه البحر المالحة داخل هذه القناة والبرك المائية مما يسبب وصول حوالي أكثر من 40 – 50 مليون متر مكعب من المياه المالحة إلى الخزان الجوفي سنويًا ، في ظل اعتماد مدينة رفح بنسبة 100 % في مياهها على الخزان الجوفي.
وقال البنا:"ولارتباط القطاع الزراعي بالمياه فإنه مهددٌ هو الآخر بالتدمير بفعل المياه المالحة التي ستؤثر على مئات الآبار الزراعية في المحافظة وتفسدها لأن نسبة الملوحة المتوقعة 80 ضعفًا من ملوحة المياه العادية.
وأضاف:" في ظل هذا الوضع لن تصلح المياه للاستخدام الزراعي عدا أن محطات التحلية الموجودة في المحافظة تعجز عن تحلية المياه بنسبة الملوحة التي تحتويها".
