تمارس سلطات الاحتلال سياسة ممنهجة قمعية بحق الأسرى في العزل الانفرادي بكافة السجون بهدف التأثير على عزيمتهم وإرادتهم ، وأضعاف أجسادهم ونشر الأمراض فيها لقتلهم بشكل بطيء.
وكشف الناطق الإعلامي لمركز أسرى فلسطين للدراسات رياض الأشقر، بأن الاحتلال يحتجز ما يزيد عن نصف المعزولين البالغ عددهم(15) أسير، في قسم العزل المعروف ب(رقم 12) في سجن مجدو سيئ السمعة، وعددهم (8 ) أسرى يعانون ظروف مأساوية ويشرف على عزلهم ضباط من مخابرات الاحتلال ، وهم من يحددون طريقة التعامل معهم، وكذلك الفترة التي يقضونها في العزل ومن يجب أن يمدد له العزل.
وأشار الأشقر إلى أن الاحتلال يسعى بكل الوسائل من أجل فرض مزيد من التنكيل على المعزولين ، والتضييق عليهم ، وذلك بحرمانهم من أبسط حقوقهم ، بما فيها زيارة الأهل أو المحامي ، ويمنعون من امتلاك وسائل إعلام بسيطة كالراديو، وحتى وصل الأمر إلى منعهم من امتلاك ساعة لمعرفة الوقت حتى يختلط الليل بالنهار في تلك الزنازين.
وأضاف بأن الأسرى الثمانية المعزولين في مجدو لا يسمح لهم بالخروج إلى الفورة سوى ساعة واحدة يوميا، وبشكل منفرد، ويتم خلالها تكبيلهم بالسلاسل الحديدية من أقدامهم، ولا يسمح لهم بالتجمع حتى لصلاة الجمعة، ويرفض توفير أدوات نظافة لهم، لتنظيف الغرف المليئة بالحشرات والقوارض نظرا لوجود المرحاض داخل الزنزانة.
وبين الأشقر بأن عدد من هؤلاء الأسرى المعزلين في مجدو يعانى من أمراض صعبة كحالة الأسير موسى سعيد صوفان (41عاما) من طولكرم حيث يعانى من أورام سرطانية في الرقبة منذ سنوات ووضعه الصحي يراجع ويما بعد يوم نتيجة استمرار الإهمال الطبي بحقه، ولم يشفع له ذلك من أقدام الاحتلال على عزله في ظروف قاسية منذ شهر أغسطس من العام 2013 بحجه أنه ينسق لتشكيل خلايا عسكرية في الخارج لتنفيذ عمليات خطف جنود، وتجدد عزله كل 6 أشهر.
والأسير صوفان معتقل منذ عام 2003، ومحكوم بالسجن المؤبد مدى الحياة إضافة إلى خمس سنوات، بتهمة قتل مستوطن في مدينة "تل أبيب".
كذلك يعانى الأسير المعزول شكري الخواجا (47 عاما) سكان رام الله من ظروف صحية سيئة داخل عزله، وهو مهدد بفقدان النظر بشكل كامل بعد أن فقده في احد عينيه ، والأخرى تحتاج إلى علاج سريع كي لا يفقد بصره نهائياً ، بينما تمارس إدارة السجون بحقه الإهمال الطبي المتعمد والمقصود بشكل انتقامي.
والأسير الخواجا معزول بأوامر من المخابرات منذ 17/12/2014 ، بإدعاء أنه يشكل خطرا على أمن الاحتلال، ويجب أن يبقى بالعزل علما بأنه أسير سابق أمضى ما يقارب (14) عام في سجون الاحتلال، على فترات مختلفة، وقد أعاد الاحتلال اعتقاله في 2/2/2014، وفرض عليه الاعتقال الإداري لمدة 4 شهور، وبعد انتهاءها على ذمة الاعتقال الإداري، قام بتحويل ملفه إلى قضية.
وطالب أسرى فلسطين المؤسسات الحقوقية والإنسانية بمتابعة ملف الأسرى المعزولين في سجن "مجدو" وفي كافة أقسام العزل ووقف جرائم الاحتلال بحقهم ، وإخراجهم من العزل بشكل عاجل لأنه يشكل خطورة حقيقية على حياتهم.