22.23°القدس
21.98°رام الله
21.08°الخليل
27.97°غزة
22.23° القدس
رام الله21.98°
الخليل21.08°
غزة27.97°
الإثنين 29 يوليو 2024
4.74جنيه إسترليني
5.2دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.01يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني5.2
جنيه مصري0.08
يورو4.01
دولار أمريكي3.69

الجدي العطوي

77
77
وسام عفيفة

تحدث مأثورنا الشعبي عن " الجدي العطوي اللي بيرضع من كل الغنمات ويظل يباعي". 

 إنه جدي نحيل هزيل أعجف، يقضي طيلة يومه في ثغاء بسبب الجوع الذي يفري معدته، مع أنه يرضع كل (الغنمات). حالة تذكرنا في مأثورنا السياسي بظاهرة (الراضعين) من ضرعي غزة ورام الله ومع ذلك "يباعوا" تهجما وصراخا وسخطا، وغالبا ما تنال غزة بحكومتها وحماسها النصيب الأكبر من الخض والضغط "واللت والعجن".

 أحد أسباب ازدواجية الثغاء السياسي هو أن ضرع رام الله أجود عليهم بالخير من غزة ولا يستطيعون الفطام عنه، فقد جربوا سابقا محاولات تمرد، فرفستهم المقاطعة بأقدامها عندما حاولوا الاقتراب مجددا من ضرعها، فكان درسا قاسيا فهموه. 

وعلى ذكر الضرع وعلاقته بالسلوك السياسي، فقد جاء من معانيه في لسان العرب: خضع وذل، وتضرع: تذلل وتخشع، وهو ما يفسر أسباب استقواء المقاطعة وتعاملها مع شركائها بفوقية، وديكتاتورية، بعدما حولت المشروع الوطني إلى بقرة حلوب، تسقي من تشاء وتمنع عمن تشاء، وبهذا ضمنت الولاء والصمت، بل تستخدم البعض في مواجهة خصومها. 

خذ مثالا قريبا على ذلك، فقد أعلن أحد رهبان المقاطعة جهارا نهارا أنّ "قوّات الأمن الفلسطينية أحبطت مئتي هجوم ضد إسرائيليين منذ بداية الانتفاضة مطلع تشرين الأوّل/ أكتوبر الماضي". 

ووصف ماجد فرج كبير رجال أمن السلطة في مقابلة مع مجلة "ديفنس نيوز" أن التنسيق الأمني مع (إسرائيل) بـ"جسر يمكن أن يبقى بين الطرفين إلى حين تتهيأ الظروف المناسبة بين السياسيين، نحو العودة إلى مفاوضات جادّة". في المقابل لم يلق هذا الاعتراف من (الراضعين) لا غضبا ولا نطحا، وجل ما قاموا به هز الذيل مع قليل من الاستهجان.

 هكذا تشكلت نظرية "الحيطة الواطية في غزة" التي يستسهلون القفز عليها، في انتظار أن يقع ثور رام الله، عندها سيستلون سكاكينهم ويشبعونه طعنا، ثم يستديرون بحثا عن ضرع جديدة.