طالب علي بركة ممثل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في لبنان وكالةَ "أونروا" بالتراجع عن قراراتها بتقليص الخدمات الصحية الخاصة باللاجئين الفلسطينيين في لبنان، مؤكدا مواصلة الحراك الشعبي حتى تحقيق كافة مطالب اللاجئين.
ودعا بركة خلال اعتصامٍ، اليوم الجمعة، أمام مقر "أونروا" في العاصمة بيروت، شارك فيه العشرات من اللاجئين الفلسطينيين، الوكالة الأممية إلى وضع برنامج لتطوير الخدمات، عادًّا أن المسّ بحقوق الإنسان الفلسطيني سيؤثر على الأوضاع الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين في لبنان.
من جانبه قال أحمد عبد الهادي نائب المسؤول السياسي في حركة حماس بلبنان إن التحركات الشعبية الفلسطينية ستتواصل حتى تلبية مطالب اللاجئين، وأهمها التراجع عن قرارات تقليص الخدمات الصحية.
كما أكّد أبو خالد جهاد عضو القيادة السياسية في حركة حماس بلبنان على وجود حالة غضب داخل المجتمع الفلسطيني في لبنان ضد قرارات الأونروا بتقليص خدماتها.
وأضاف جهاد إن التحركات الشعبية ستتواصل حتى تحقيق كافة المطالب.
وتجمع المتظاهرون أمام مبنى الوكالة الأممية بدعوة من مختلف الفصائل الفلسطينية في لبنان، رافعين الأعلام الفلسطينية، داعين الدول العربية والإسلامية والأمم المتحدة لتحمل مسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين.
وأكد المتظاهرون أن تحركاتهم ستتوالى وتستمر وتتصاعد "حتى يتراجع مدير عام الأونروا في لبنان ماتياس شمالي عن قراراته الجائرة بحق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان".
وشددوا على أن "هذه التقليصات التي تنال من الحياة الاجتماعية والاقتصادية للاجئين لها أبعاد سياسية تشكل خطرا على القضية الفلسطينية عموما وقضية حق العودة واللاجئين خصوصا".
وردد المتظاهرون شعارات عديدة تؤكد على حقهم في الطبابة والاستشفاء والتعليم حتى العودة إلى فلسطين، منها "لا بديل ولا بديل عن الحكمة (الطبابة) والتعليم... إلا العودة إلى فلسطين"، و"علوا (ارفعوا) الصوت... في المخيم نحن نموت".
وتحدث عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين علي فيصل باسم فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، معتبراً "بأن صحة وحياة الشعب الفلسطيني ليست مستباحة بشكل يجعل "الأونروا" تستسهل اتخاذ قرارات بتخفيض خدماتها الصحية خاصة، ما سينعكس سلبا على مستوى الرعاية الطبية المقدمة للاجئين والمتدنية أصلا والتي ستزداد سوءا بفعل هذه الإجراءات التخفيضية".
من جهته، أكد أبو عماد رامز باسم فصائل التحالف الفلسطيني على "مواصلة التحركات إلى حين تأمين مطالب اللاجئين".
وأشار ممثل القوى الإسلامية الشيخ أبو اسحاق المقدح أن "ما تقوم به الأونروا من تقليص للخدمات هو عمل غير مسؤول وظالم وسيجعلنا نتحرك بكل الاتجاهات حتى يتراجع المدير العام عن قراراته الجائرة".
وفي نهاية الاعتصام، قدمت مذكرة باسم المعتصمين إلى المفوض العام لوكالة الغوث تلاها أمين سر اللجان الشعبية في لبنان أبو إياد شعلان قال فيها "من المؤسف أن تلجأ الأونروا لتخفيض التكاليف العلاجية لأمراض السرطان والقلب المفتوح وغيرها من الأمراض المزمنة، بنسبة 37.5%"، مشيراً إلى أن هذه المنظمة الدولية وفق سياستها الجديدة ستدفع للاجئ الفلسطيني 5000 دولار تغطية تكاليف علاج أمراض السرطان والقلب المفتوح وغيرها من الأمراض الخطيرة في خطتها الاستشفائية للعام 2016 بدلاً من 8000 دولار كانت تصرف للمرضى في العام الماضي.
وأشار إلى أن ذلك سيضطر المريض إلى تحمل الأعباء الإضافية التي قد لا تمكنه من استكمال علاجه في حل عدم قدرته على تغطيتها مما سينعكس سلباً على حياة المرضى.
وكانت إدارة الوكالة الأممية في لبنان أصدرت قراراً باعتماد نظام استشفائي جديد للاجئين الفلسطينيين، عبر تخفيض مستوى تغطية الوكالة للحالات المرضية والاستشفاء.
وتشهدت مختلف المخيمات الفلسطينية في لبنان، منذ أيام احتجاجات واعتصامات بدعوة من مختلف الفصائل الفلسطينية.
وعادة ما تقول الوكالة إن التبرعات المالية من الدول المانحة لا تواكب مستوى الطلب المتزايد على الخدمات نتيجة تزايد أعداد اللاجئين، وتفاقم الفقر والاحتياجات الإنسانية، خصوصاً في قطاع غزة المحاصر إسرائيليا منذ حوالي العشر سنوات.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن قرابة 1.3 مليون لاجئ، يعيشون في قطاع غزة، و914 ألف في الضفة الغربية، و447 ألف في لبنان، و2.1 مليون في الأردن، و500 ألف في سوريا، فيما تعتمد الأرقام الصادرة عن "أونروا" على معلومات يتقدم بها اللاجئون طواعية، ليستفيدوا من الخدمات التي يستحقونها، إلا أن هناك لاجئين غير مسجلين في منطقة عمل المنظمة الدولية.
