أكدت وزارة الزراعة، أن إدخالها تغييرات جديدة على تربية الدواجن في قطاع غزة، يهدف لتقليص نسبة نقوق الدواجن والحفاظ على أسعارها، لافتة إلى حاجة القطاع لمسلخ مركزي للدواجن مدعم بثلاجات ضخمة لحفظ الفائض.
تلك الخطوات لاقت استحسان الجمعية الزراعية للدواجن بغزة، خصوصا بعد فتح باب المنافسة لإدخال البيض المخصب دون تحديد للكميات، داعيةً في الوقت نفسه الوزارة إلى الحد من ادخال الدجاج المجمد لإفساح المجال لتسويق المنتج المحلي.
خطوات
وتحدث م. طاهر أبو حمد مدير دائرة الانتاج الزراعي والحيواني في وزارة الزراعة عن نجاح وزارته في تقليص نسبة النفوق بين الدواجن وزيادة نسبة الفقس من الصيصان بسبب ايجاد منافسة بين أصحاب الفقاسات في ادخال كميات من البيض المخصب، وفرض رقابة مشددة على المعابر والأسواق لمنع ادخال وبيع البيض غير الصالح والأعلاف الرديئة، والسعي الجاد مع هيئة البترول لتوفير غاز التدفئة للدواجن.
وقال أبو حمد لصحيفة "فلسطين"، إن تلك الجهود ساهمت في تقليص نسبة النفوق من 10-15% بعد أن كانت تسجل من 20-30%، كما أن نسبة الفقس تحسنت من 78-85% بعد أن كانت تسجل نسبة تتراوح من 65-70%.
وأكد أبو حمد أن سياسة الوزارة الجديدة في عدم تحديد الصوص المخصب تساهم في زيادة العرض من الدجاج في الأسواق وبالتالي انخفاض الأسعار، بحيث يصل سعر الكيلو من 10-11 شيكلا.
وبين أن البيض لم يعد يقتصر ادخاله على الجانب الإسرائيلي بل بات يستورد من عدة دول، وفي ذلك سعي لإنتاج صوص قوي، وتقليل حجم المشاكل التي يعاني منها كثير من المزارعين.
وتحدث عن شروط توضع للراغبين في استيراد البيض من الخارج منها تقديم شهادة منشأة وشهادة صحية، ألا يقل وزن البيضة عن 52 جراما، لافتاً إلى اخضاع البيض لرقابة الأطباء البيطريين والمختبرات الخاصة.
وقال :"نشترط على كل صاحب فقاسة أن يوفر طبيبا بيطريا أو مهندس انتاج حيواني، للتأكد من حصول الصوص على التحصينات اللازمة" منوهاً إلى ادخال الصيصان عملية فرز واعدام المريض.
وبين أن دورة انتاج الدجاجة تستغرق 60 يوماً، تبدأ بإدخال البيض المخصب داخل فقاسات لمدة 21 يوماً، ثم بعد التفقيس ينقل الصوص إلى المزرعة لمدة 40 يوما ليصبح دجاجة .
وأشار إلى أن سعر البيض المخصب يتراوح ما بين 1.6 -2.2 شيكل ، و الصوص من 2.8 الى 3.2 شيكل .
البيض المخصب
وعما إذا كان لزيادة أعداد البيض المخصب تأثير على مربي الدواجن قال أبو حمد :"تتدخل الوزارة اذا انخفضت تكلفة الانتاج عن 8-8.5 شواكل صيفاً ، واذا انخفضت التكلفة من 9-9.5 شواكل شتاء ".
وبين ارتفاع انتاج الدجاج اللاحم في مزارع القطاع عام 2015، مقارنة بالعام الذي يليه وقال:" بلغ انتاج الدجاج اللاحم العام المنصرم نحو 29 مليون دجاجة، في حين بلغ عام 2014 نحو 21 ونصف مليون دجاجة".
وقدر أبو حمد عدد مزارع الدجاج اللاحم بـــ 1443 مزرعة مقامة على مساحة 422 دونما إضافة الى ألف مزرعة صغيرة منزلية.
وأكد أهمية إقامة مزارع دواجن مغلقة يتم التحكم بحرارتها وتهويتها بشكل آلي لأنها تقلل من نسبة النفوق بحيث لا تتعدى 5%.
ونوه إلى حاجة قطاع غزة لمسلخ دواجن مركزي، مدعم بثلاجات ضخمة لحفظ الفائض من الانتاج وحتى تصديره إلى الخارج.
نتائج ايجابية
من جانبها ثمنت الجمعية الزراعية للدواجن خطوة وزارة الزراعة في فتح باب المنافسة لإدخال البيض المخصب دون تحديد للكميات.
وقال نائب رئيس الجمعية عبد الباسط السوافيري:" كان لهذه الخطوة الأثر الكبير والإيجابي على جودة المنتج النهائي وهو الدواجن، ونحن كمزارعين وأصحاب فقاسات نثمن عالياً هذا القرار لما له من نتائج إيجابية على تربية الدواجن في قطاع غزة .
وأضاف لصحيفة "فلسطين:" هذه الخطوة فتحت باب المنافسة بين الفقاسات لاستيراد أجود سلالات البيض المخصب من دول ومصادر عالية الجودة في الانتاج، على عكس ما كان سابقاً حيث كان الاستيراد لا يكاد يكون إلا من مصدر واحد وهو (اسرائيل) بحيث ما كان يتم استيراده من البيض المخصب هو أردأ الأنواع, بناءً على طلب بعض الفقاسات وذلك لأن هذه الفقاسة أو تلك كانت ضامنة للحصة المسموح لها باستيرادها، والفقاسات الأخرى كانت مقيدة بالكمية المخصصة لها".
وتابع قوله:" ومن النتائج الملموسة أيضاً بهذا الخصوص النجاح غير المتوقع لتربية الدواجن خصوصاً في شهري يوليو وأغسطس وعلى غير العادة حيث أوزان الدجاج وصلت إلى 2 – 3 كجم للدجاجة الواحدة في فترة قياسية على غير ما عهده المزارعون في هذا التوقيت من كل عام حيث الضعف في الإنتاج والتحويل، أيضاً في شهري ديسمبر و يناير من هذا العام ورغم التكلفة العالية في التربية والتي قد تصل إلى 10 شواكل للكيلو جرام ،إلا أن النتائج الممتازة في أوزان الدجاج كانت كفيلة بمنع حدوث عجز لدى المزارعين".
وثمن نائب رئيس الجمعية دور وزارة الزراعة في مساعدة مزارعي الدواجن على تخطي أزمة غاز التدفئة اللازمة لتربية وانتاج الدواجن.
وقال السوافيري ، إن الوزارة تمكنت خلال العامين الماضيين من إيجاد الحلول المناسبة والتغلب على أزمة غاز التدفئة من خلال المتابعات الحثيثة لهذا الأمر، فخصصت كميات من الغاز للمزارعين.
وأشار إلى أن أزمة الغاز الخانقة كان لها الأثر السلبي على تربية وإنتاج الدواجن وكلّف ذلك خسائر فادحة أدت إلى توقف كثير من المزارعين عن التربية طيلة فصل الشتاء تخوفاً من التجارب السابقة ، مما تسبب في ارتفاع أسعار الدواجن على المستهلك العادي.
الدجاج المجمد
وأكد السوافيري أن المشكلة الأساسية التي يعاني منها قطاع الدواجن المحلي والتي كانت سبباً في كثير من الخسائر هي استيراد ودخول المجمدات.
وقال:" حين يفتح المجال للدجاج المجمد المستورد من (اسرائيل) يدخل إلى القطاع حوالي 1500 طن شهرياً أي ما يعادل مليون ومائتا ألف دجاجة وهذه الأرقام تؤثر على الانتاج المحلي".
ووجه دعوة لوزارة الزراعة حثها فيها على الحد من استيراد الدجاج المجمد وابقاء حالة المنافسة في استيراد البيض المخصب.
