يشكل القرار حول طريقة وكيفية عمل "لواء الاستخبارات" في الجيش الاسرائيلي أهم التحديات التي تواجه المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وذلك على ضوء التوتر على الحدود الشمالية والجنوبية وتنامي عدد "المنظمات المسلحة" التي تهدد "إسرائيل".
وذكرت صحيفة معاريف في عددها الصادر بالأمس أن نتيجة لهذه التهديدات عقد الجيش الإسرائيلي خلال الأشهر الماضية العديد من الاجتماعات التي ضمت رؤساء أذرع لواء الاستخبارات وقسمهما إلى خمس مجموعات عمل أسفرت عن ولادة ما بات يعرف بخطة "جسر البركة" التي تهدف إلى رفع مستوى العمل ونجاعته في "اللواء" إلى أقصى درجة بما في ذلك ضمن مجال جمع المعلومات بما يعكس صورة الواقع بأدق وأفضل صورة ممكنة.
ويتمثل تحدي "القوى البشرية" أول وأهم تحدٍ يواجه "لواء الاستخبارات" في الجيش الإسرائيلي الذي يعتبر من بين أفضل أجهزة الاستخبارات على مستوى العالم خاصة في ظل تناومي ظاهرة هجرة الأدمغة حيث يفضل الكثير من رجال الاستخبارات مواصلة حياتهم العادية والعمل في شركات "سايبر" مدنية حيث العائد المادي الكبير، ما أجبر الجيش الإسرائيلي هذه الأيام على دراسة ما يشبه نموج الخدمة الدائمة المعمول به في الجيش الإسرائيلي بما يسمح لرجال لواء الاستخبارات التقدم والترقي بسرعة أكبر إضافة للاعتراف بخبرات العاملين في هذا "اللواء" وترجمة هذا الاعتراف من خلال الرتبة والراتب اضافة لإمكانية السماح لجنود هذا "اللواء" بالعمل في القطاع المدني حتى خلال خدمتهم العسكرية بما يسمح لهم الاطلاع على اخر مستجدات التكنولوجيا المتقدمة ومن ثم العودة مرة اخرى بخبراتهم الجديد لصفوف "لواء الاستخبارات" وهذا النموذج يشبه الى حد كبير نموذج تدريب وإعداد الاطباء العسكريين.
ويشكل "السايبر" والتطور السريع لهذا المجال وتحول "إسرائيل" إلى "قوة عظمى" في هذا المجال التحدي الثاني الذي واجه "لواء الاستخبارات" لكن الجيش الإسرائيلي يعترف أن التحديد الحقيقي يتمثل في الحفاظ على التفوق الإسرائيلي لأطول فترة ممكنه.
أما التحدي الثالث فيتمثل في كيفية التعامل استخباريا مع عالم معقد ومركب فيما يشكل الحجم الهائل لقاعدة المعلومات "big data" رابع التحديات التي تواجه الجيش الاسرائيلي ولواء الاستخبارات التابع له.
ففي عالم يحتوي كمية معلومات لا نهاية لها وغير محدودة بما في ذلك تبادل ملايين الرسائل يوميا عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك، تويتر، وتساب، والرسائل القصيرة العادية SMS " تظهر الحاجة الملحة لوجود جهاز او منظومة تراقب كل هذه المعلومات والرسائل وتقوم بجمع المعلومات وتصنيفها ورصد كل اشارة تدل على امكانية تنفيذ عمل عدائي، حسب وجهة نظر الجيش الاسرائيلي.