20.8°القدس
20.54°رام الله
19.42°الخليل
25.68°غزة
20.8° القدس
رام الله20.54°
الخليل19.42°
غزة25.68°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

ندبة وتوجع على مضايا

علي العتوم
علي العتوم
علي العتوم

مضايا بلدة من بلدات سورية السياحية على الطريق ما بين دمشق وبيروت . تحاصرها قوات النظام السوري منذ مدة طويلة ، وذلك ردّاً لثورة الشعب عليه ، تسانده في هذا الحصار قوات من حزب الله اللبناني مع قوات من الحرس الثوري الايراني ، حصاراً يفتك بأهلها فتكاً ذريعاً لانعدام وسائل الحياة بسببه ، حظْراً للدواء والغذاء وكل أسباب الحياة بصور جِدّ رعيبة ، مما كان أنْ قلتُ هذه القصيدة :

 

مَضايا يا ابْنَةَ الشَامِ الحبِيبَةْ

وزَيْنَ مَصايِفٍ فيها عَجِيبَةْ

 

يَؤُمُّكِ كُلُّ مَحْزُونٍ فَيَنْسى

بِباسِمِ ثَغْرِكِ الأسْنى كُرُوبَهْ

 

تَهَشُّ لَهُ القُلُوبُ وتَحْتَوِيهِ

صُدُورٌ مِنْكِ فَيْحاءٌ رَحِيبَةْ

 

عَهِدْنا أرْضَكِ العَرْباءَ دَوْماً

مُنَدّاةً ومُمْرِعَةً خَصِيبَةْ

 

لها مِنْ جِلَّقَ الشَّمّاءِ عِطْرٌ

ومِنْ أمْواهِ (فِيجَتِها) عُذُوبَةْ

 

تُنافِسُ أخْتَها الزَّبَدانِ طِيْباً

وبِقِّيناً بِرَوْضاتٍ رَطِيبَةْ

 

أيامَنْ كُنْتِ بابَ دِمَشْقَ رَوْحاً

إلى بَيْرُوتَ جارَتِكِ القَرِيبَةْ

 

ذَهاباً أوْ إياباً في أمانٍ

وما في الأمْرِ مِنْ شَكٍّ ورِيبَةْ

 

فكُلُّ القَوْمِ أرْحامٌ وتَقْضِي

حُقُوقُ الرَّحْمِ مَرْحَمَةً وطِيبَةْ

 

فماذا قَدْ دَهاكِ أيا مَضايا

لِتُضْحِي بَعْدَما سِلْمٍ حَرِيبَةْ

 

ويُلْطَمُ وَجْهُكِ الحُسّانُ بَطْشاً

وتَغْدِي بَعْدَ أفْراحٍ كَئِيبَةْ

 

فَقَدْ غابَتْ مَباهِجُكِ اليَتامَى

وصارَتْ كُلُّها حَزْنى كَرِيبَةْ

 

ومُزِّقَ جِسْمُكِ الباهِي اعْتِسافاً

بِأسْيافٍ حَدِيداتٍ غَرِيبَةْ

 

تَناوَشُهُ بِحِقْدٍ واضْطِغانٍ

تَناوُشَ أكْلُبٍ غَرْثى سَغِيبَةْ

 

وكُلٌّ يَبْتَغِي فَرْساً وقَضْماً

لِجِرْمِكِ والجِراحُ بِهِ رَغِيبَةْ

 

فلَمْ تَتْرُكْهُ حتَّى أوْرَدَتْهُ

حِياضَ الموْتِ في صُوَرٍ رَعِيبَةْ

 

مِنَ التَّضْيِيقِ والتَّجْوِيعِ كَيْداً

وحَظْراً لِلدَّواءِ ولِلرَّكُوبَةْ

 

بِمالَمْ يَعْرِفِ التّارِيخُ شِبْهاً

سِوى (الأخْدُودِ) مَجْزَرَةً رَهِيبَةْ

 

مَضايا خَبِّرِينِي مَنْ رَماكِ

بِدُونِ تَأثُّمٍ أوْ أيِّ حُوْبَةْ

 

بِنارِ المَوْتِ تَقْذِفُها أيادٍ

لَئِيماتٌ مَقاصِدُها مَرِيبَةْ

 

وأفْئِدَةٌ مِنَ الأحْجارِ أقْسى

وفي الأحْجارِ قَدْ نَجِدُ الرُّطُوبَةْ

 

فَصاحِبُها عَرا مِنْ كُلِّ خُلْقٍ

كَرِيمٍ أوْ سِياساتٍ أرِيبَةْ

 

كَفُورٌ لا يُرِيغُ إلى اعْتِقادٍ

سَلِيمٍ أوْ يَمَتُّ إلى عُرُوبَةْ

 

تَعاوَنَ مَعْ أعادِي الدِّينِ طُرّاً

وسَلَّمَهُمْ مَقالِيدَ الكَتِيبَةْ

 

تَسُوقُ بِها مُجَحْفَلَةَ السَّرايا

لِتُرْسِلَ بِالبَرامِيلِ الصَّبِيبَةْ

 

على هاماتِنا في كُلِّ صُقْعٍ

حَبِيبٍ مِنْ مَرابِعِنا الحَبِيبَةْ

 

فتَقْتُلَ مِنْ بَنِينا كُلَّ طِفْلٍ

وأمِنَ مِنْ عَجائِزَ أوْ شَبِيبَةْ

 

أجارَةَ (مَيْسَلُونَ) وكَيْفَ آلَتْ

رِباعُكِ مِثْلَ أقْطارٍ سَلِيبَةْ

 

بِأيْدِي الظَّالِمِينَ فكُلُّ رَبْعٍ

غَدا فيها مُحاصَرَةً (غَصِيبَةْ

 

كأنَّ الهُوْدَ قَدْ حَطُّوا عَليْها

بِأرْتالٍ مُجَنْزَةٍ وَعِيبَةْ

 

وسَدُّوا طُرْقَها مِنْ آهِلِيها

كَأنَّهُمُ شِياهٌ في الزَّرِيبَةْ

 

ولا واللهِ ما اليُهْدانُ جارُوا

كَجَوْرِهِمُ اشْتِطاطاً في الضَّرِيبَةْ

 

فقدْ فَتَحُوا مَنافِذَها أواناً

لِتِقْضاءِ المآرِبِ والرَّغِيبَةْ

 

وشَدَّدَ هؤلاءِ أذَىً وحِقْداً

وإمْعاناً بِتَغْلِيظِ العُقُوبَةْ

 

فَياللهِ كيْفَ يَقُودُ أمْرِي

كَفُورٌ بِاسْمِ أنْسابٍ مَشُوبَةْ

 

ويَنْصُرُهُ عَليْنا كُلُّ وَغْدٍ

دَخِيلٍ دانَ أدْياناً كَذُوبَةْ

 

مَضايا حَدِّثِينِي كيْفَ حامَى

عَنِ الأوْطانِ يُوسُفُ يالَبِيبَةْ

 

ودافَعَ عَنْ مَجانِيها فَرَنْسا

بِأيّامٍ شَدِيداتٍ عَصِيبَةْ

 

بِكُلِّ شَجاعَةٍ وبِكُلِّ عَزْمٍ

ولَمْ يُذْعِنْ لِقُوّاتٍ جَنِيبَةْ

 

فذلِكَ يُوْسُفُ العَظْماتِ شَهْمٌ

أبَى إلاّ المُقاوَمَةَ المَهِيبَةْ

 

لِتَبْقى دِيرَةُ الآباءِ طُهْراً

ولَيْسَ مَجاسَ أجْنادٍ صَلِيبَةْ

 

تُدَنِّسها كما هِيَ في مَضايا

وفي كُلِّ (الهِلالِ) قُوَىً جَلِيبَةْ

 

تَجِيءُ بِها قِياداتٌ لِئامٌ

ونَسْلُ الكُلِّ مِنْ ذِئْبٍ وذِيبَةْ

 

فتَبّاً لِلْخَؤُونِ النُّذْلِ تَبّاً

وتَبّاً لِلسِّياساتِ المَعِيبَةْ

 

وقدْ جَلَبَتْ مَلاحِدَةً غُزاةً

إلى الأوْطانِ والفِرَقَ الأشِيبَةْ

 

أُخَيَّتِيَ الحَبِيبَةَ أيُّ جُرْمٍ

جَنَيْتِ لِتُخْنَقِي وَسْطَ الزَّقِيبَةْ

 

ويقْتُلُكِ السَّقامُ فَلا طَبِيبٌ

يُداوِي مِنْكِ جُرْحاً أوْ طَبِيبَةْ

 

ويأكُلُ أهْلُكِ الأعْشابَ جُوْعاً

ولَيْتَ بِلادَهُمْ بَقِيَتْ عَشِيبَةْ

 

ولكِنَّ القَذائِفَ أحْرَقْتَها

فأضْحَتْ بَلْقَعاً قَفْراً جَدِيبَةْ

 

ويَذْبَحُكِ المُوَكَّلُ فِيكِ أَمْناً

بِنِيرانٍ مُوَجَّهَةٍ لَهِيبَةْ

 

غَرِيبٌ ليْسَ مِنْ قَوْمٍ كِرامٍ

بَنِي مَرْوانَ أوْ شِيَعٍ نَسِيبَةْ

 

مَشاهِدُ لِلْقُلُوبِ مُدَمِّياتٌ

ولِلأكْبادِ فاطِرَةٌ مُذِيبَةْ

 

وأسْألُهُمْ أتُرْضِي رَبَّ (طَه)

جَرائِمُهُمْ أوِ النُّخَبَ النَّجِيبَةْ

 

أمِ الشَّيْطانَ واليُهْدانَ إذْ هُمْ

لأِمْرِيكا ورُوسِيّا رَبِيبَةْ

 

أيُغْلِقُ عَنْكِ (عَظْمَةُ) بابَ شَرٍّ

لِيَدْفَعَ عَنْكِ غِرْباناً نَعِيبَةْ

 

ويَفْتَحُهُ علَيْكِ أخُو (بُعاثٍ)

لِيُهْدِيَكِ الرَّدَى باباً وبِيبَةْ

 

وأنْتِ الخَوْدُ تَرْفُلُ في حُلاها

وأثْوابٍ جَمِيلاتٍ قَشِيبَةْ

 

وتَبْدُو في حِمَى (حَرَمُونَ) شَيْخاً

عَرُوساً مِنْ كَرِيماتٍ حَسِيبَةْ

 

فَهَلاّ وَهْوَ يُهْدِيكِ المَنايا

إلى صُهْيُونَ في الأرْضِ النَّهِيبَةْ

 

بُعَيْضَ عَدِيدِها أهْدَى انْتِقاماً

وقدْ دَسَّى مَحارِمَنا- نَصِيبَهْ

 

وأرْسَى في رُبا الجَوْلانِ راياً

لِيَحْتَلَّ الشَّآمَ بِلا صُعُوبَةْ

 

شُجاعٌ في إبادَتِنا ولكِنْ

على الأعْداءِ خَوَّافٌ هَيُوبَةْ

 

فجازاهُ الإلهُ بِما يُجازِي

غَشُوماً ضَجَّتِ الدُّنْيا ذُنُوبَهْ

 

مَضايا يا أُخَيَّتِيَ اعْذُرِيني

بِقِلَّةِ زادِ ما حَوَتِ الحَقِيبَةْ

 

فَلَيْسَ بِها سِوى حُزْني وشِعْرِي

أُهَدْهِدُ فِيهِما عَنْكِ المُصِيبَةْ

 

فَصَبْراً واصْطِباراً ثُمَّ بُشْرى

بِما لَكِ عِنْدَ رَبِّكِ مِنْ مَثُوبَةْ

 

لِكَثْرَةِ ما أصابَكِ مِنْ بَلايا

تَرَكْنَ رِباعَكِ الحَسْنا عَطِيبَةْ

 

غَداًَ يَأْتِي الصَّباحُ بِكُلِّ خَيْرٍ

وتُشْرِقُ شَمْسُهُ مِنْ بَعْدِ غِيبَةْ

 

ويَمْتَشِقُ الحُسامَ فَتَىً هُمامٌ

يَقُودُ الخَيْلَ مَيْمُونَ النَّقِيبَةْ

 

نُبايِعُهُ على اسْمِ اللهِ طَوْعاً

ولَوْ قَدْ كانَ عَبْداً مِنْ زَبِيبَةْ

 

لِيأخُذَ ثأرَنا مِنْ كُلَّ جِبْسٍ

عَمِيلٍ في مَواطِنِنا النَّكِيبَةْ

 

أمِيرَ المُؤْمِنِينَ يَقُودُ جَيْشاً

لِيَفْتَحَ بَعْدَ أقْصانا أُرُوْبَةْ