8.58°القدس
8.39°رام الله
7.19°الخليل
16.4°غزة
8.58° القدس
رام الله8.39°
الخليل7.19°
غزة16.4°
الإثنين 25 نوفمبر 2024
4.65جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.86يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.65
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.07
يورو3.86
دولار أمريكي3.7

نماذج مشرفة من قلب المعاناة

خبر: أبناء الأسرى.. فرحة منقوصة رغم التفوق

رغم الغياب والحرمان، استطاع أبناء عدد من الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني اجتياز مرحلة الثانوية العامة بكل ثقة وامتياز، وسط الدموع والأحزان على فراق الاب أو الام على حد سواء خلف القضبان، ما جعلت الفرحة منقوصة بسبب ذلك. نماذج مشرقة وسط فيضان من المعاناة والآلام لأبناء ثلاثة من الأسرى، تحدثت إليهم مراسلة شبكة "فلسطين الآن"، هم: يمان كريمة الأسير عضو القيادة السياسية لحركة المقاومة الاسلامية "حماس" في نابلس الشيخ عدنان عصفور، حيث حصلت على معدل 89.2 في الفرع العلمي، ودانيا كريمة الأسير والقيادي في حركة حماس ووزير الأسرى السابق وصفي قبها من مدينة جنين التي حصلت على معدل 88.4 في الفرع التجاري، ومعاذ نجل الأسيرة كفاح عوني من مدينة رام الله الذي حصل على معدل 87.4 في الفرع العلمي.. ثلاثتهم عبروا عن مشاعر متباينة تمتزج فيها الفرحة بالنجاح والالم والحزن على غياب وفراق الاحبة، وعدم مشاركتهم اياهم في مثل هذه اللحظات التي لا تنسى. الطالبة يمان عصفور الابنة الاولى في العائلة التي تتقدم لامتحان الثانوية العامة، لذا فقد كانت بأمس الحاجة الى وجود والدها إلى جانبها تستأنس برأيه وتنهل من علمه وخبراته في مرحلة مهمة جدا من حياتها التي ستحدد توجهها في المستقبل، ألا وهي الثانوية العامة.. تقول "الحمد لله على تفوقي، مع أنني كنت اتوقع علامة أكثر من هذه.. ما زاد من حزني غياب أبي، المعتقل منذ شهر كنت في الصف العاشر.. ومع هذا فقد كنت آملُ أن لا انهي مرحلة الثانوية العامة وهو بعيد عني". وتضيف "كنت أدعو الله تعالى أن احصل على معدل يتناسب والجهد الذي بذلته خلال الدراسة، وكذلك لساني لم يفتر عن الدعاء لله أن تكون فرحتي مكتملة بوجود أبي.. رغم أنني اعتدت منذ كنت طفلة على غيابه المتكرر في سجون الاحتلال الصهيوني". لكن الله قدر شيئا أخر غير ما كانت تأمله يمان، فقد أعلنت النتائج والشيخ عدنان عصفور "أبو صايل" خلف القضبان. [color=red][title]لا فرحة للمرة الرابعة [/title][/color] وإذا كانت يمان عصفور هي الابنة الأولى التي تصل للثانوية العامة في عائلتها ووالدها معتقل في السجون، تبدو الصورة أكثر قتامة لدى عائلة المهندس وصفي قبها، الذي حرمته الاعتقالات المتكررة من مشاركة ثلاثة من أبنائه فرحة النجاح في التوجيهي، وهذا العام لم يكن الوضع بأفضل حالا، ففي الوقت الذي تفوقت فيه كريمته دانيا في دراستها وأنهت الثانوية العامة، كان هو يقبع في سجون الاحتلال صابرا محتسبا. تقول: "كنت أتمنى أن تكون فرحة عائلتي هذه المرة مختلفة عن سابقاتها، لا أذكر يوم ان نجح احد من اشقائي الثلاثة الأكبر مني سنا في امتحان الثانوية وكان أبي معنا.. هذا الأمل عشته حتى وقت قريب، لا سيما أنه كان بين ظهرانينا حتى شهر آيار أي قبل بدء الامتحانات النهائية بأسابيع قليلة، لكن الاحتلال يأبي الا أن ينغص علينا.. ليعتقله برفقة العشرات من إخوانه ويضيع علي وعلى عائلتي حلم طالما راودنا بان يكون أبي بيننا يوم فرحة أحدنا بنجاحه وتفوقه". [color=red][title]عهد قطعته[/title][/color] ننتقل الى بيت فلسطيني أصيل، ذاق مرارة غياب الحضن الدافئ له.. إلى منزل الأسيرة كفاح عوني الذي يقع في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية.. هناك كان نجلها معاذ يرتقي سلم التميز والابداع، ويتفوق في مرحلة هامة جدا في حياة أي شاب وشابة. لم يكن احد يتوقع من معاذ أقل مما حصل عليه، لكن الجميع كان يتخوف من تأثير غياب الأم عن منزلها وعن ابنائها وخاصة معاذ وهو بأمس الحاجة لوجودها وتوجيهاتها، لكنه كان على قدر المسؤولية ونال ما تمنى. يقول "الكل يتحدث عن دور الام في تهيئة الاجواء لابنائها خلال مرحلة التوجيهي، وتحديدا في فترة الامتحانات النهائية.. كيف تولي ابنها او ابنتها كل الاهتمام وتلبي لهم مطالبهم وتجتهد لان تساعدهم وتهيأهم نفسيا لهذه المرحلة الحاسمة.. كنت اتمنى ان اكون واحدا من هؤلاء.. عندما كنت اسمع من زملائي ماذا تفعل لهم أمهاتهم، كانت على الفور تخطر ببالي صورة والدتي وهي في غرفة السجن وحيدة.. فيسارع قلبي الى الدعاء لها بالفرج العاجل". ويضيف "كنت بأمس الحاجة لان اراها واحدثها عن دراستي واستمع الى توجيهاتها، لكنني للاسف ممنوع من زياتها، ولا سبيل للتواصل الا عبر الرسائل والبرامج الاذاعية المخصصة للأسرى.. لا سبيل الا بهذه الطرق، لكنني كنت اتواصل معها وجدانيا، حيث قطعت عهدا على نفسي ان اخفف عنها همومها وأن أدخل الفرحة الى قلبها بكل ما أوتيت من قوة، وهو بالفعل ما تحقق بفضل الله عندما نجحت وتفوقت.. لذا، هذا اقل القليل الذي اقدمه لامي الحبيبة".