30.57°القدس
30.33°رام الله
29.42°الخليل
28.22°غزة
30.57° القدس
رام الله30.33°
الخليل29.42°
غزة28.22°
الخميس 14 اغسطس 2025
4.61جنيه إسترليني
4.82دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.99يورو
3.42دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.61
دينار أردني4.82
جنيه مصري0.07
يورو3.99
دولار أمريكي3.42

بالضفة وغزة

نقاش مستفيض لمسودة وثيقة الوحدة الوطنية الشاملة

Capture
Capture
رام الله - فلسطين الآن

ما تزال مسودة وثيقة الوحدة الوطنية الشاملة، المقدمة من المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية -مسارات، تحظى بنقاش ومراجعة شاملة مستفيضة من النخب السياسية والثقافية والإعلامية وممثلي المجتمع المدني والنشطاء، في مواقع عدة بالضفة الغربية وقطاع غزة.

فقد خضعت المسودة للنقاش في مركز يافا الثقافي بمخيم بلاطة بنابلس، وفي المعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية برام الله، وفي مقر مسارات بغزة، عبر "الفيديو كونفرنس".

الوثيقة جمعت بين الحل المرحلي والحل التاريخي للقضية الفلسطينية، حيث أكدت على التمسك بخطاب الحقوق التاريخية والأهداف الجمعية للشعب الفلسطيني أينما وجد، وفي مقدمتها الهدف الوطني المتمثل في حق تقرير المصير لكل الفلسطينيين، وعودة اللاجئين إلى الديار التي هجروا منها، وإنهاء الاحتلال والاستيطان والعنصرية، بما يشمل الاستقلال الوطني في دولة ذات سيادة على حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس، دون تجاهل الدفاع عن الحقوق الفردية والجماعية للفلسطينيين أينما تواجدوا، بما في ذلك حق المساواة للفلسطينيين في أراضي 48، إلى حين إيجاد حل تاريخي جذري. كما أولت الوثيقة أهمية بالغة للاحتكام إلى الشعب عبر إجراء انتخابات على جميع المستويات والقطاعات العامة والمحلية.

وتميزت الوثيقة بطرح الرزمة الشاملة لإنجاز الوحدة الوطنية من خلال التوافق على القضايا الجوهرية (الاستراتيجية السياسية والنضالية، المشروع الوطني، الميثاق الوطني، منظمة التحرير، السلطة وعلاقتها بالمنظمة وتغيير دورها والتزاماتها على أساس أن "اتفاق أوسلو" أوصلنا إلى تعميق الاحتلال وتوسيع الاستيطان وتقطيع الأوصال والانقسام، وتجاوزته إسرائيل كليًا، بحيث لم يبق منه إلا الالتزامات الفلسطينية، ما يفرض ضرورة وضع رؤية وخطة للخروج كليًا من التزاماته.

شرح مفصل

بدوره، عرض مدير المركز في غزة المحامي صلاح عبد العاطي، أبرز النقاط في مسودة وثيقة الوحدة الوطنية التي تهدف لاستعادة النظام السياسي لعافيته وبنائه في شكل سليم. موضحا أن "الوثيقة جاءت بعد عمل لمدة ثلاثة أشهر ومقابلة أكثر من خمسين شخصية من مثقفين، ونشطاء، وممثلي مجتمع مدني، وبعد استقبال ورقة مرجعية مطولة من أربعين سؤالا تمت الإجابة عليها من جميع الفئات، وبعد مراجعة جميع الاتفاقات السابقة والبناء عليها".

وتحاول الوثيقة أن تعالج أسباب تفاقم الانقسام الفلسطيني وجذوره المتمثلة في سياسة الفصل الإسرائيلية لقطاع غزة، والاستقطاب الحاد بين حركتي "فتح" و"حماس"، والخلافات السياسية والبرامجية بين التيارات الفلسطينية، واستمرار نهج الإقصاء للآخر، وليس نتائج الانقسام فقط.

وعرض عبد العاطي مجمل المواقف في شأن إنهاء الانقسام، وأولها يقضي بأولوية إعادة قطاع غزة إلى الشرعية وهي رؤية "فتح"، والثاني يرى الأولوية للحفاظ على سلطة "حماس" ومراكمة الانجازات، سواء من خلال حكومة منفصلة أو حكومة ظل وهي رؤية "حماس"، والأطراف الثالثة المستقلة تتوزع إلى عدة وجهات نظر أبرزها القيام بدور الوساطة والتوفيق، وتحسين الاتفاقات القائمة، وتشكيل لجنة متابعة أو مجموعة حكماء للإشراف والرقابة، والموقف الأخير مواقف وجهات نظر تتراوح بين التكفير والتخوين.

تباين وتوافق

وشهدت اللقاءات آراء أشارت إلى إننا بحاجة إلى وثيقة جديدة لأن اتفاقات المصالحة السابقة لم تحقق إنهاء الانقسام، ولوجود ثغرات فيها حاولت هذه الوثيقة أن تسدها، فمثلًا تجاهلت الوثائق السابقة أهمية الاتفاق على الاستراتيجية السياسية والنضالية التي من الضرورة أن تحظى بأولوية وأهمية، لا سيما في ظل المخاطر المتعاظمة التي تهدد القضية الفلسطينية، وكون الاتفاق عليها يمثل مفتاح التقدم والاتفاق على القضايا الأخرى.

كما بينت الآراء أن طرح الوثيقة يأتي في سياق واستجابة لحدوث تغييرات فلسطينية وعربية وإقليمية ودولية تستدعي المعالجة وتطوير الوثائق السابقة، خصوصًا بعد وصول الخيارات الفلسطينية إلى طريق مسدود، فأصبح من واجب الكل الفلسطيني البحث عن مسار جديدٍ قادر على تحقيق الأهداف الوطنية، وهذا أحد المبادئ الأساسية التي تضمنتها الوثيقة.

وطرحت آراء أولت أهمية للتوافق على استراتيجية التحرر الوطني، وتباينت حول توقيت طرح مسألة الاتفاق على عقد اجتماعي (ميثاق وطني)، مع أهمية إجراء مصالحة تاريخية بين التيارات الفلسطينية المختلفة.

وثمّن المشاركون أن هذه الوثيقة لا تعكس وجهة نظر أحادية، بل هي حصيلة آراء مجموعة من الأشخاص، ولا تعني بالضرورة موافقة كل شخص على كل ما ورد فيها، بل تعكس بصورة عامة المصالح والحقوق والأهداف الأساسية للشعب الفلسطيني، وتقترح مقترحات قد لا يوافق عليها أو على بعضها الجميع، وخصوصًا طرفي الانقسام، ما يستدعي بلورة ضغط سياسي وشعبي متراكم بصورة تفرض إرادة الشعب ومصالحه على الجميع، وصولًا إلى تشكيل جبهة وطنية عريضة انسجامًا مع طبيعة المرحلة كمرحلة تحرر وطني، وأن العلاقة التي تربط الشعب الفلسطيني مع "إسرائيل" علاقة مع احتلال وليس مع شريك للسلام.