سينطلق خلال أيام مسبار فضاء باسم "إكسومارس روبوت سبيس كرافت"، يتضمن مجسات عالية الحساسية بهدف "استنشاق" وتحديد ما إذا كان الميثان -الذي تنتجه المخلوقات الحية على الأرض- يوجد بمستويات عالية في الغلاف الجوي للمريخ أو بالقرب من سطحه.
وسيقلع المسبار من قاعدة بايكونور الفضائية في كزاخستان في 14 مارس/آذار القادم، ومهمته الأساسية هي تحديد المناطق الساخنة التي تتضمن مستويات عالية من الميثان، يمكن أن توفر أقوى احتمال على حياة في المنطقة بهدف استهدافها في مهمات مريخيه مستقبلية.
ويقول العالم في فريق المهمة جورج فاغو، "أساسا مركبتنا عبارة عن أنف عملاق في السماء"، و"سنستخدمه لشم وجود الميثان على المريخ وتحديد ما إذا كانت قد أنتجته عمليات بيولوجية".
إن معظم الميثان في الغلاف الجوي للأرض أنتجته كائنات دقيقة تشمل العديد من الأنواع التي تعيش في أمعاء الحيوانات بما فيها الماشية والنمل الأبيض، ووجود هذا الغاز في الغلاف الجوي للمريخ سيقدم دعما قويا لفكرة أن أشكال حياة من نوع ما موجودة أو كانت موجودة في الماضي هناك.
ولصنع خريطة للميثان على المريخ، فإن علماء وكالة الفضاء الأوروبية (إيسا) تعاونوا مع نظرائهم الروس لتصميم المركبة "إكسومارس"، وهي مهمة مزدوجة سيتم إطلاق جزئها الأول خلال بضعة أيام وسيضع مسبارا في مدار المريخ يدعى "متتبع آثار الغاز" (تريس غاز أوربيتر)، ليختبر وجود الميثان على المريخ، كما سيختبر حزمة من معدات الهبوط التي قد تستخدم في الجزء الثاني من المهمة الذي يتضمن إرسال مركبة متجولة (روفر) عام 2018.
ويستخدم مسبار "متتبع آثار الغاز" مجموعة من المطيافات العالية الحساسية، يمكنها تحديد وجود الغاز ضمن مستويات منخفضة للغاية، ويوضح فاغو أن المهمات السابقة للمريخ اكتشفت وجود نسمات من الميثان على سطحه، لكن هذا المسبار سيكون قادرا على اكتشاف الميثان عند مستويات تصل إلى بضعة أجزاء من التريليون.
وإلى جانب الميثان فإن مطيافات المسبار ستكون قادرة على اكتشاف غازات أخرى ذات أهمية في إثبات ما إذا كان الميثان على المريخ تم إنتاجه من قبل كائنات حية أو أنه نتيجة ثانوية لعمليات جيولوجية.
ويوضح فاغو أنه إذا عثر على الميثان بجوار غازات هيدروكربونية أخرى كالبروبان أو الإيثان فسيكون ذلك مؤشرا قويا على أنه ناتج عن عمليات بيولوجية، أما إذا وجد إلى جوار غازات مثل ثاني أكسيد الكبريت -الذي يرتبط على الأرض بالنشاط البركاني- فإنه سيكون مؤشرا على أن الميثان جاء من باطن الأرض وأنه نتيجة ثانوية لعمليات جيولوجية.
كما تتضمن المهمة إطلاق مركبة إنزال صغيرة تدعى "شياباريلي" ستعمل على إطلاق معلومات دقيقة عن سلوكها أثناء نزولها بالغلاف الجوي للمريخ وحتى هبوطها.