19.75°القدس
19.62°رام الله
18.86°الخليل
24.51°غزة
19.75° القدس
رام الله19.62°
الخليل18.86°
غزة24.51°
الأحد 06 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

خبر: "أبو عيد" شهق أنفاسه على صدر والدته

احتضنته وهو ينزف ..كانت لوحدها تنظر إليه من نافذة غرفتها لتودعه كأي أم فلسطينية بدموعها قبل قصف طائرات الاحتلال للبطل الشهيد "رأفت جواد أبو عيده" من بلدة القرارة جنوب قطاع غزة". "رأفت جواد أبو عيدة" مجاهد من سرايا القدس عاد للتو من جولة جهادية طيلة ليلة الأحد قضاها في إطلاق الصواريخ على بلدات الاحتلال". سويعات قليلة يقرر خلالها "رأفت" أن يعود إلى ممارسة جهاده الكبير وشهادته أمام ربه . يسترق "رأفت" لحظات يدخل خلالها غرفة أمه ويبادرها بابتسامة هادئة "صباح الخير ياما وين أبوي بدي أسلم عليه". ويغادر رأفت بيته فيما خلجات نفس وأمواج قلق تجتاح قلب أم جهادي معروف رفض أن يستريح مع الخوالف والقاعدين. يدفع القلق والحنين الفطري والخوف المشروع الأم المفجوعة إلى متابعة خطوات ولدها خارج البيت ودعاؤها يدثره محاولا حمايته من توقعات أم مجاهد فذ حمدت الله كثيراً ألف مرة على عودته سالما في كل مهمة جهادية أو ليلة رباط طويلة. خمسون مترا فقط يبتعد فيها الشهيد "رأفت" عن بيت والده قبل أن تقصفه طائرات الاحتلال ووالدته لا زالت تنظر إليه عبر نافذتها لتكون أول من يصل إليه من الناس بعد قصفه. تضمه إلى صدرها وهو ينزف وتبكي وتناديه "حبيبي ياما يا رأفت لا تموت" ..تغرقها الدماء ورائحته الزكية تجتاح المكان "يبتسم قبل صعود روحه إلى حيث قائده الشهيد زياد أبو طير. يبتسم "رأفت" لوالدته قبل الشهقة الكبيرة ويتمتم بكلمات كل شهيد "سامحيني يا أمي" لتصرخ أمه ولتلتحم معه وتضمه إلى صدرها الدامي لدقائق في مشهد مأساوي لأم تحمل ابنها الشهيد تحاول السير به عدّة أمتار قبل قدوم. هي حكاية من حكايات غزة الكبيرة والتي تصغر أمام محاولات فرسان فلسطين الدفاع عن مستقبل أطفالهم وأمتهم بعيداً عن غرر الدنيا فيما يصنع هؤلاء الرجال سميفونية النصر القادم ومشاهد يراكمها الوعي في الذاكرة الجمعية لمن قاوم وقتل ورابط "الذين صدقوا الله وعده".