الحسابات النظرية تشير غالبا إلى أن كمية الذرات الموجودة في الفضاء لا بد أنها ضعف ما يمكن رؤيته في النجوم، وكان السؤال دائما: أين تختبئ؟
والآن بفضل تدفق غامض من الموجات اللاسلكية في الفضاء السحيق أصبح الجواب بين أيدي علماء الفضاء، وهو أنها موجودة في السحب الهائلة الواقعة بين المجرات.
ففي السنوات الأخيرة كان علماء الفضاء يرصدون تدفقات موجات لاسلكية من الفضاء البعيد، يطلق عليها التدفقات اللاسلكية السريعة (أف آر بي)، وهي نبضات لاسلكية قصيرة لا تدوم سوى الملي من الثانية، لكنها تطلق طاقة كالتي تطلقها الشمس في عشرة آلاف سنة، ولم يتم تسجيل سوى 16 نبضة فقط في السابق.
وفي 18 أبريل/نيسان 2015 التقط أحد المناظير اللاسلكية في أستراليا تدفقا آخر، وحدد مكانه، وبناء على ذلك اكتشف مرصد باليابان مجرة في هذا المكان تبعد ستة بلايين سنة ضوئية.
وكانت هذه هي المرة الأولى التي تقاس فيها المجرة المضيفة، وبالتالي مسافة التدفقات اللاسلكية السريعة، وكان هذا الأمر حاسما في الجهود الرامية لوزن الكون، لأنه مع تحرك الموجات اللاسلكية عبر الفضاء فإن كمية المادة التي تواجهها في طريقها تفصل تردداتها المختلفة، ويكون الأمر شبيها قليلا بانقسام الضوء إلى ألوان بواسطة المنشور.
ومع التدفقات اللاسلكية السريعة تصل الترددات الأعلى قبل الأقل منها، وطول المدة يسمح للفلكيين بحساب كمية المادة التي مررتها الموجات اللاسلكية للوصول إلينا، كما تحتوي النتيجة التي نشرت في مجلة الطبيعة على تلميحات لطبيعة التدفقات اللاسلكية السريعة الغامضة حتى الآن.
وبإجراء بعض الحسابات وجد العلماء أن كمية المادة تطابقت تماما مع الحسابات النظرية العالية وليس التقييم الأصغر بناء على عدد النجوم في الكون؛ وبالتالي يجب أن تكون المادة المفقودة سابحة في الفضاء بين المجرات في سحب غازية واهية.