22.23°القدس
21.98°رام الله
21.08°الخليل
27.97°غزة
22.23° القدس
رام الله21.98°
الخليل21.08°
غزة27.97°
الإثنين 29 يوليو 2024
4.74جنيه إسترليني
5.2دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.01يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني5.2
جنيه مصري0.08
يورو4.01
دولار أمريكي3.69

"خائن"

20153110211706
20153110211706
محمد عوض

من أعمق معاني كلمة خائن في قاموس المعاني : من يتنكر لواجبه ، ويتخلى عنه ؛ وحينما أتحدث عن هذه المفردة ، فإنني أدرك تماماً مدى حساسيتها في الشارع الفلسطيني ، لكنني يجب أن أشير جيداً إلى كوني لا أقصد فيها بالطبع الناحية الوطنية ، ولا أربطها بالتأكيد بمفردة "جاسوس" – لا سمح الله - .

حينما تأكل مع أحدهم ، ثم تطعنه في ظهره ، فإننا بعاداتنا وتقاليدنا نسميه خائن "خان العيش والملح" ، وفي كرة القدم أيضاً ، أطلق هذا المصطلح على الكثير من الحالات ، فمثلاً عند انتقال أحد أبناء النادي إلى الغريم المباشر ، فإن الجماهير تطلق عليه هذه المفردة ، بغض النظر عن مدى صحتها وفقاً للحدث .

عموماً ، استهلكت كثيراً لتبرير استخدام المفردة ، لكن ما أود قوله بعمق قليلاً ، بأن اللاعب حينما يلعب في فريق ، فإنه يلعب لاسم النادي ذاته ، مهما تغير عليه الجهاز الفني ، أو الهيئة الإدارية ، وعليه أن يبقى كما هو لأنه محترف ، وينفذ التعليمات ، سواء وجهها له المدرب فلان، أو من يخلفه ، أو من يخلف الذي يخلفه !

أنا أتخيل ، لمجرد التخيل ، وهذا حقٌ لي ، بأن مدرباً كان في أحد الفرق ، وغادر بطريقةٍ أو بأخرى ، ويحاول بأي شكلٍ من الأشكال إحداث خلل في التشكيلة التي كان مديراً فنياً لها ، والتخريب على من أتى بعده ! أتخيل بأن مرد أفعاله ليس على شخص ، بل على مخيم ، أو بلد ، أو مدينة ، أو محافظة ؛ يمثلها نادٍ معين .

الثقة نقيض الخيانة ، وهي أساس الاحتراف ، والاحترام ، والود ، والتواصل ، والمحبة ؛ وحينما نحدث شرخاً ما نتيجة فعلٍ ما ، فإننا نسقط من الإطار الأخلاقي العام للمهنة التي نعمل بها ، ونهين أنفسنا ، إن مجرد التفكير بالإساءة لمن ائتمنك ، يعني بأنك مسيء ، وتُسقط احترامك لنفسك ، وللآخرين .

ختاماً ، أنا أعتبر ، بأن اللاعب الذي يمتلك طاقة أو إمكانيات بمستوى "أ" تحت قيادة المدرب "سين" ، ويستطيع إظهار نفس القدرات مع المدرب "صاد" ، فتجده لغايةٍ ما في نفس يعقوب ، وفي مرحلةٍ حساسة، يتراجع إلى مستوى "ب" ، أو مستوى أدنى ، فإنه خائن ، ويستحق الطرد، فالنوادي الكبيرة لا تقف على الأسماء ، بل تقف على سمعتها ، والسلام .