من أعمق معاني كلمة خائن في قاموس المعاني : من يتنكر لواجبه ، ويتخلى عنه ؛ وحينما أتحدث عن هذه المفردة ، فإنني أدرك تماماً مدى حساسيتها في الشارع الفلسطيني ، لكنني يجب أن أشير جيداً إلى كوني لا أقصد فيها بالطبع الناحية الوطنية ، ولا أربطها بالتأكيد بمفردة "جاسوس" – لا سمح الله - .
حينما تأكل مع أحدهم ، ثم تطعنه في ظهره ، فإننا بعاداتنا وتقاليدنا نسميه خائن "خان العيش والملح" ، وفي كرة القدم أيضاً ، أطلق هذا المصطلح على الكثير من الحالات ، فمثلاً عند انتقال أحد أبناء النادي إلى الغريم المباشر ، فإن الجماهير تطلق عليه هذه المفردة ، بغض النظر عن مدى صحتها وفقاً للحدث .
عموماً ، استهلكت كثيراً لتبرير استخدام المفردة ، لكن ما أود قوله بعمق قليلاً ، بأن اللاعب حينما يلعب في فريق ، فإنه يلعب لاسم النادي ذاته ، مهما تغير عليه الجهاز الفني ، أو الهيئة الإدارية ، وعليه أن يبقى كما هو لأنه محترف ، وينفذ التعليمات ، سواء وجهها له المدرب فلان، أو من يخلفه ، أو من يخلف الذي يخلفه !
أنا أتخيل ، لمجرد التخيل ، وهذا حقٌ لي ، بأن مدرباً كان في أحد الفرق ، وغادر بطريقةٍ أو بأخرى ، ويحاول بأي شكلٍ من الأشكال إحداث خلل في التشكيلة التي كان مديراً فنياً لها ، والتخريب على من أتى بعده ! أتخيل بأن مرد أفعاله ليس على شخص ، بل على مخيم ، أو بلد ، أو مدينة ، أو محافظة ؛ يمثلها نادٍ معين .
الثقة نقيض الخيانة ، وهي أساس الاحتراف ، والاحترام ، والود ، والتواصل ، والمحبة ؛ وحينما نحدث شرخاً ما نتيجة فعلٍ ما ، فإننا نسقط من الإطار الأخلاقي العام للمهنة التي نعمل بها ، ونهين أنفسنا ، إن مجرد التفكير بالإساءة لمن ائتمنك ، يعني بأنك مسيء ، وتُسقط احترامك لنفسك ، وللآخرين .
ختاماً ، أنا أعتبر ، بأن اللاعب الذي يمتلك طاقة أو إمكانيات بمستوى "أ" تحت قيادة المدرب "سين" ، ويستطيع إظهار نفس القدرات مع المدرب "صاد" ، فتجده لغايةٍ ما في نفس يعقوب ، وفي مرحلةٍ حساسة، يتراجع إلى مستوى "ب" ، أو مستوى أدنى ، فإنه خائن ، ويستحق الطرد، فالنوادي الكبيرة لا تقف على الأسماء ، بل تقف على سمعتها ، والسلام .