27.21°القدس
26.7°رام الله
26.08°الخليل
27.8°غزة
27.21° القدس
رام الله26.7°
الخليل26.08°
غزة27.8°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

النايف: أين السلطة؟! وأين..؟!

يوسف رزقة
يوسف رزقة
يوسف رزقة
لا يعرف المواطن الفلسطيني كثيرا عن عمر النايف. مصادر الإعلام عرفته لنا أول من أمس بعد عملية اغتياله الجبانة. تقول المصادر: إنه مواطن فلسطيني من جنين المحتلة، وإنه شارك في عملية قتل مستوطن يهودي قبل بضع سنين، ثم تمكن من الفرار من سجنه، والانتقال إلى خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة مرغمًا, وإنه تزوج وله ثلاثة أبناء وهو مقيم في بلغاريا.
 
يكفينا من هذه المعلومات أنه (مواطن فلسطيني)، وأنه (مقاوم فلسطيني) عمل لوطنه وقدم تضحية غالية من أجل تحرير وطنه المحتل، لذا فهو يستحق من السلطة الوطنية الفلسطينية أن تقوم بحمايته كأي مواطن فلسطيني يستحق الحماية، سواء أكان داخل أراضي السلطة، أو خارج أراضيها.
 
(السلطة الوطنية) تركيب لغوي يعلن للناس عن هوية من يحكم في الأراضي الفلسطينية، ومن يدير شأن الفلسطينيين، وهو تركيب مزدوج مكون من مفردتين (سلطة - ووطنية)، ومن معاني (السلطة) الحكم والسيطرة والمسئولية، إذ لا سلطة بدون مسئولية وحكم. السلطة ليست سجنًا وجهاز أمن؟! السلطة هي التي تتحمل مسئولية توفير الأمن للمواطن، وتوفير العمل، والتعليم، والصحة، وتمثل المواطنين في الداخل والخارجي، وتزودهم بجواز سفر يحمل اسمها، ويتحركون بموجبه في سفرهم.
 
ومن معاني (الوطنية) أن السلطة تعمل للوطن، وتعمل لمصالح المواطنين، ولمستقبل الوطن، ولا تفرّق السلطة الوطنية بين مواطن ومواطن في الحقوق بحسب القانون، وهي وطنية حين تقوم بواجباتها الوطنية على خير وجه، وحين تبذل جهدها من أجل المواطنين والوطن، لذا فإن كلمة وطنية لا تعني وصفا باردا، وإنما عنوان على مجموعة من الأعمال، ربما أعلاها حماية المواطن وتوفير الأمن له.
 
بناء على ما تقدم يمكن اختصار معاني ودلالات المفردتين في التركيب في (امتلاك القدرة، وفي حماية حقوق المواطن ومصالحه)، وهي حين تفقد الأمرين: (القدرة وحماية الحقوق) وأعلاها حق المواطن في الحياة، ومنع عدوان المعتدين عليه؛ تكون قد فقدت وجودها بحسب العنوان الذي تحمله. فكيف تكون السلطة سلطة وهي بلا سلطان ولا اقتدار؟! وكيف تكون وطنية وهي لا تقوم بحماية حق المواطن في الحياة؟! سواء أكان هذا المواطن هو عمر النايف، الموجود في سفارة فلسطين في بلغاريا، أو كان مواطنا في نابلس وجنين ورام الله؟!.
 
المواطن الفلسطني في نابلس مثلا يعاني من خيانة التنسيق الأمني الذي يطارده في الأراضي المحتلة، ويعاني من فشل سفارة سلطته في توفير الحماية له في بلغاريا؟! بل هو يعاني من اضطهاد سفارة سلطته له قبل اغتياله كما يقول شقيق عمر النايف.
 
نعم المجرم القاتل هو الموساد الصهيوني، لا شك في ذلك. إن من قتل محمود المبحوح في دبي هو من قتل النايف في بلغاريا، ولكن أن يقتل النايف في بلغاريا في داخل السفارة الفلسطينية دون أن توفر له السفارة الحماية اللازمة، فهذا يعني أن السفير والسفارة والسلطة بشكل أعم يتحملون مسئولية اغتياله، ولو كان عند الجهات المسئولة شرف المسئولية الأدبية لقدم السفير استقالته، ولقدم رئيس الوزراء استقالته، ولتقدمت السلطة بطلب رسمي لمحكمة الجنايات للتحقيق في عملية الاغتيال.
 
حين قتل الموساد محمود المبحوح وقفت السلطة عاجزة عن فعل شيء ما، كما عجزت دولة الإمارات، وها هو الأمر يتكرر وداخل سفارة فلسطين نفسها. إن ذوي المغدور رحمه الله وغيرهم يسألون سؤالا واحدا, وهو من حقهم بلا تنازع: (أين السلطة، وأين الوطنية؟!) لا سيما وأن السفارة والسلطة كانتا تعلمان مسبقا بمشكلة النايف، وتهديدات الموساد التي كانت تلاحقه بالقتل؟! وكان بيدهما أن يعملا شيئا لحمايته، حتى ولو من خلال نقله مؤقتا لسفارة بلد قوي له سلطة، أو من خلال نقله لبلد آخر يأمن هو فيه على حياته. كيف يقتل وقبل يومين استقبلت السلطة رئيس بلغاريا في رام الله؟!