الجميع وقف مع الأسير محمد القيق في محنته وانتفاضته ضد السجان حتى أولئك الذين لم تعجبهم طبيعة معركة الأمعاء الخاوية بين الأسير الفلسطيني والسجان اليهودي سيما تلك التي خاضها الأسير محمد رغم أنها لم تكن المعركة الأولى ولن تكون الأخيرة، فهؤلاء آثروا عدم مواجهة تيار الجماهير المؤيدة والداعمة للأسير، ولكن ما إن انتهت المعركة وانتصر القيق وإرادته الصلبة على المحتل حتى بدأت تتكشف المواقف الحقيقية.
الدكتور ناصر اللحام مدير وكالة معًا للأنباء عبر عن رفضه لإضراب الأسرى عن الطعام كطريقة لإيصال صوته للمسؤولين, وقال: إن هناك آلاف الطرق للوصول إلى تلك النتيجة رغم أنه لم يذكر طريقة واحدة، ولكنه برر ذلك الرفض بالحرص على الأسير وأسرته، ولكن غاب عنه أن المسؤولين الفلسطينيين تحديدًا لن يحركوا ساكنًا حتى لو اخترقت آهات الأسرى آذانهم بل لا يتحركون لمعاناة الشعب بأكمله بسبب فشلهم وعدم قدرتهم على الفعل، ولكن مسؤولًا في دنيا الوطن كان أكثر صراحة من الدكتور اللحام وأكد أن معركة القيق تحولت ضد الرئيس والمسؤولين في السلطة وتم استغلالها بطريقة حزبية، ونحن لا نعتقد أن شيئًا من ذلك قد حدث عن قصد وخاصة من ذوي الأسير الذين كان همهم إنقاذ ابنهم من الموت، ولكننا فهمنا أن القيق تسبب في إحراج المسؤولين وبعض الأحزاب.
البعض أيضًا عبر عن رفضه بحجة أن تلك المعركة صرفت الأنظار عن انتفاضة القدس وغاب عنهم أن إضراب الأسرى مقاومة ومشاركة في انتفاضة القدس ولا يجوز لنا الفصل بين مقاومة الأسير داخل الزنازين والأسير داخل حدود الوطن وهي حجة مردودة على أصحابها.
وهناك من استند إلى فتاوى شاذة تحرم إضراب الأسير عن الطعام، والذين أفتوا بحرمة الإضراب عن الطعام هم أنفسهم أفتوا بحرمة العمليات الاستشهادية وحرمة قتال اليهود، ولو كان هناك موانع شرعية لما أقرتها فصائل المقاومة خاصة الإسلامية منها مثل الجهاد الإسلامي وحماس.
أعتقد أن قوة حركة حماس الإعلامية وقدرتها على التحريض وتحريك الشارع لنصرة محمد القيق كانت من أهم الأسباب التي أحرجت بعض الأطراف، وإن كنا نتمنى أن تتضافر الجهود والفصائل جميعها لنصرة أي أسير يعلن إضرابه عن الطعام، ولا يكون هناك انتقائية في دعم أبطال معركة الأمعاء الخاوية.
