تمكن فريق من الأطباء في بيروت من زراعة تلسكوب صغير داخل العين لمريضة تعاني ضعفا شديدا في الرؤية. العملية التي أجريت لأول مرة في الشرق الأوسط قد تمهد لعلاج أمراض مختلفة أبرزها مرض التنكس البقعي.
وقالت المريضة المرشحة لزراعة التلسكوب "كان عمري 25 سنة تقريبا عندما أحسست بضعف نظري، وعرفت أن لدي مرض التنكس البقعي، جربت النظارات الطبية لم تساعدني إلا قليلا، أشعر بالحماس الشديد للعملية".
هذه السيدة على قاب قوسين أو أدنى من تحقيق حلمها في رؤية الأشياء والعودة إلى القراءة من جديد بشكل واضح. فحماسها واضح لإجراء عملية نادرة سوف تعطيها بارقة أمل في رؤية الحياة من جديد.
العملية النوعية لزراعة تيلسكوب مصغر في العين، بدأت كفكرة في مخيلة جراح عيون بريطاني استلهمت من تيلسكوب هابل الفضائي.
وتطبق العملية التي طبقت في بريطانيا وأميركا، الآن لأول مرة في الشرق الأوسط في بيروت على يد جراح العيون إلياس جرادة.
المريضة التي تعاني من حالة طبية تسمى التنكس البقعي للعين، خضعت لتجربة نظر من خلال تلسكوب حقيقي، لمحاكاة نتائج العملية ولمعرفة درجة الرؤية الصحيحة التي تناسبها.
وهي ستخضع أيضا بعد العملية لتدريب وتأهيل لتتأقلم على الرؤية بأحجام مختلفة، على يد فريق مختص.
وتمثل هذه الزراعة للتلسكوب المصغر الذي لا يتجاوز حجمه حبة البازلاء، ثورة حقيقية في جراحة العيون، لا سيما أن هذا المرض يفقد الإنسان المقدرة على الإبصار تدريجيا.
آلية العملية تعتمد على تكبير الصور وتوجيه مركزها على الخلايا السليمة من الشبكية بعد أن تتمدد، وهو أمر يمكن المريض من الرؤية بوضوح.
وسوف تحدث هذه العين الثورية على شكل تلسكوب، تحولا كبيرا في علاج المرضى وتأقلمهم من جديد مع الحياة، التي حرموا نورها طوال سنوات.