22.21°القدس
21.99°رام الله
21.08°الخليل
27.22°غزة
22.21° القدس
رام الله21.99°
الخليل21.08°
غزة27.22°
الإثنين 29 يوليو 2024
4.74جنيه إسترليني
5.2دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.01يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني5.2
جنيه مصري0.08
يورو4.01
دولار أمريكي3.69

أزمة الكيف

000
000

يتعرض المدخنون من أصحاب الكيف في الأراضي الفلسطينية عموما وغزة على وجه التحديد لأزمة نفسية ومالية، فيما لا تخلو المسألة من أبعاد سياسية، بعدما تشابكت الأسباب التي أدت إلى ارتفاع بورصة السجائر، وباتت ترتجف السيجارة بين إصبعي شارة النصر، تكاد تسقط نتيجة تدخلات ضريبية، وتطورات عسكرية في الأراضي المصرية، فيما يحذر جيش "المنقرزين" من تداعيات ذلك على السلم الاجتماعي، نتيجة تعكير صفو أدمغتهم.

 وبحسب تجار الجملة والمفرق فقد طرأ ارتفاع على سعر علبة "الرويال" من 13 شيكلا إلى نحو 20 شيكلا ويزيد، وبلغت قيمة علبة "المارلبور" في قطاع غزة 28 شيكلا حيث كانت تباع ب20 شيكلا بينما تباع علية "المانشستير" في غزة بـ17 شيكلا ويبلغ ثمنها في مصر شيكلا واحدا فقط. أصحاب الكيف اعتبروا رفع الضريبة سواء في غزة أو الضفة يدفع كتيبة المدخنين إلى صفوف المعارضين للسياسات الإدارية والاقتصادية، بل يمكن أن يؤثر على شعبية الحركات والفصائل التي تدير الحكومات.

 أحدهم قال: ربما أتغاضى عن كل السياسات الحكومية في غزة، عدا تلك التي تمس عصب الكيف لدينا " السجائر"، فيما يتطاير دخان أزمة السجائر أبعد من الإطار المحلي بعد دخول ولاية سيناء على الخط ومصادرة كميات الدخان وحرقها قبل وصولها إلى غزة بالإضافة إلى تهديدها بقطع رأس كل من يعمل في بيع الدخان ما دفع كثيرا من التجار إلى الاستنكاف عن العمل في تجارة الدخان.

 وفي محاولة للتكيف والحفاظ على الدعم للدماغ والأعصاب اتجهت أعداد لا بأس بها إلى تدخين الدخان الشامي الذي يبلغ ثمنه من 7 إلى 8 شواكل، فيما ستدفع الأسر وخصوصا الزوجات ثمن هذا التحول في عادات التدخين حيث أن رائحة التبغ الشامي كريهة جدا.

 فيما تستمر التداعيات الاقتصادية، حيث يزيد إجمالي الإنفاق السنوي على التدخين في الأراضي الفلسطينية وفق إحصائيات سابقة عن عام 2010 على 450 مليون دولار سنويا ما يعادل 5.3 % من الناتج المحلي الإجمالي لنفس العام. تراجع فرص المدخنين تعني نقص مادة النيكوتين التي تؤثر على التنشيط والاسترخاء معا، وتنتقل خلال ثوانٍ إلى الدماغ حين يتم استنشاقها، ما يسبب شعورا بالراحة وتخفيفا في مستوى التوتر، وتعديل المزاج وزيادة سرعة نبضات القلب.

ورغم أن هذا الشعور مؤقت نتيجة الادمان، إلا أن فقدانه ربما يؤدي إلى موجات عصبية مجتمعية متوترة، وتعكير مزاج شرائح واسعة، يضاف إلى أزمات سياسية واقتصادية نعيشها على وقع الحصار في غزة والتضييق في الضفة. أزمة الكيف تستحق متابعة واحتواء لجيش المدخنين.