22.23°القدس
21.98°رام الله
21.08°الخليل
27.97°غزة
22.23° القدس
رام الله21.98°
الخليل21.08°
غزة27.97°
الإثنين 29 يوليو 2024
4.74جنيه إسترليني
5.2دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.01يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني5.2
جنيه مصري0.08
يورو4.01
دولار أمريكي3.69

شباط...الزهر تفتح قبل أوانه

32
32

كعادته يفاجئنا شباط بمزاجه المتقلب بين الحر والبرد، فقد كان طقس اليومين الماضيين صيفياً بامتياز، "حارّا على غير العادة وجافّا"، وفق ما وصفته الأرصاد.

بينما يوضح الراصدون أن "الطقس عادي، خمسيني، وهي ليست المرة الأولى التي تحصل فيها هذه الظاهرة في شباط، إذ إنها موجودة ضمن برنامجنا المناخي".

 في حين يحذر أهل الزرع والحرث أن الضرر الأكبر لهذا التفاوت في درجات الحرارة سيقع على المزارعين، حيث أنّ "العديد من الأزهار تفتّحت في أغلبية المناطق، علماً أن موسمها الطبيعي في منتصف آذار. لذلك، التخوّف الأكبر هو أن تأتي موجة برد لاحقاً، فتقضي على الأزهار التي تفتحت قبل أوانها.

 هل ينطبق الأمر على التحولات السياسية في منطقة الشرق الأوسط؟ وأن أزهار الربيع العربي تفتحت قبل أوانها لهذا لم تصمد أمام عواصف ورياح الثورات المضادة، ومن بقي منها انحنى للعاصفة حتى لا تقتلعه أو تطيح به في أتون المحرقة.

 ربما نقرأ في الظواهر المناخية دلالتها السياسية أيضا مثل تأثير "النينو" كظاهرة مناخية حيث تتغير درجة حرارة محيط من المحيطات وتؤثر في مناطق مختلفة وبعيدة عنه، وهي من أكثر الظواهر الطبيعيّة المؤثّرة في الأرض خلال الأعوام الأخيرة، لهذا بتنا تحت رحمة النينو الجيوسياسي الذي يجتاحنا قادما من خلف البحار والمحيطات.

 حتى جولتي الحوار الفلسطيني بين حماس وفتح تحمل ملامح طقس شباط... متخبطة، ومن أبرز الملاحظات على مسودتها أنها "ما عليها رباط"، حيث تغيب عنها الضمانات، وهي عرضة لفن التأويل ومختلف التفسير، لهذا إذا أعلنوا من الدوحة أو غيرها عن تفتح زهر المصالحة خلال الأسبوع المقبل، فإن الفرصة مهيأة لتساقطه قبل أن يثمر، وبهذا سيكون لدينا نصف موسم، أي نصف مصالحة، وربما ربع، وقد يخرج لنا المتحاورون في النهاية بإعلان على طريقة المثل الشعبي: "غيمة شباط ولا صحوة كانون"، فلقاءات الأشقاء تؤلف القلوب وتصفي النفوس، وهذا بحد ذاته إنجاز وطني يمكن البناء عليه في جولات الحوار الآتية.

أما الجماهير غير المبالية فإن ما يهمها ألا تزيد الأمور سوءا وتعقيدا ويكفي الفلسطيني أن يردد: "راح شباط الخباط لا أخذ مني عنزة ولا رباط".