23.51°القدس
22.98°رام الله
21.64°الخليل
23.8°غزة
23.51° القدس
رام الله22.98°
الخليل21.64°
غزة23.8°
الخميس 23 مايو 2024
4.67جنيه إسترليني
5.18دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.98يورو
3.67دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.67
دينار أردني5.18
جنيه مصري0.08
يورو3.98
دولار أمريكي3.67

تقرير "فلسطين الآن"

تقرير: ثلاثاء الثأر.. قتلوا الحُرّة فجاءَ الانتقامُ ثلاثيًا

-1196165560
-1196165560
معتز عبد العاطي - فلسطين الآن

هُم جيلُ الانتقامِ بلا أدنَى رحمةٍ على الاحتلالِ ومستوطنيه وجنودِه، سكاكينُهم ورصاصاتهم، هي العنوانُ لكل نقطة بدايةٍ وانطلاقٍ نحو الهدَفِ، أعينُهم سيلٌ من غضبٍ، تتطايرُ منها شراراتُ الحقدِ، وأيادِيهم رسمتْ بالخناجرِ النافذة نحو صدور ورقابِ المستوطنين وجنود الاحتلالِ، طريقَ التحرير وكنس الاحتلال من تربِ فلسطين.

ثلاثاءُ الثأر، أو الثامنِ من آذار لعام 2016، أو قُل اليوم الأسود، على من أطلقَ الرصاص على حرائر فلسطين، وأجبرهنّ على خلع جلابيبهنّ، ونزع الحجاب من على رؤوسِهم، فصرخت دماؤهنّ صرخةً سمعَها الجميع، فصمتَ الكثيرون، وتكلّمت سكينُ عبد الرحمن ردّاد، وبشار محمد مصالحة، ورصاصات فؤاد أبو رجب.

شرارةُ الثلاثاء

في صبيحةِ الثلاثاء، أطلقَ جنودُ الاحتلال الإسرائيلي، النّار صوبَ السيّدة المقدسية، فدوى أبو طير، لترتقي شهيدةً على ترابِ القدسِ العتيقة، فكانت دماؤها لعنة تسحقُ البغاة الظالمين.

وكعادتها، سارع النّاطقون باسم جيش الاحتلال، بتبرير إعدامهم، بالقول إن السيدة الفلسطينية، حاولت طعن جنودٍ إسرائيليين.

عبد الرّحمن باكورة الانتقام

أرادَ أن يكونَ عيد ميلادَه، بطريقته الخاصّة، باللون الأحمرِ القاني، فكانت أجسادُ الإسرائيليين، كعكة عيد ميلادِه، وكانت السكينُ حاضرة وبقوّة، تمزّق أجسادَهم، احتفالًا وبهجةً، بعيدِ ميلادٍ نحو الجنّةِ.

فاختار أن يكون عيد ميلادِه السابع عشر، في شارع "بتاح تيكفا" في "تل أبيب"، مـا أدّى لإصابةِ جنديٍ إسرائيلي، بجراحٍ خطيرة.

وأشعلت عمليّة "تل أبيب" البطولة، صدور المنتفضين الفلسطينيين، فكانت الشعلة التي أضحت بركانًا يحرقُ الغاصبين.

معتمر الأرضِ عريسُ الجنّة

إن كانتْ يافا، عروس فلسطين، فبشار مصالحة ابن الاثنين والعشرين عامًا، عريسُ الجنّة، وفارسُ الثأر المقدّس، لقهر الفلسطينيين وألمهم، اللذان عصفا بهم، جراء ظلم الاحتلال وجبروته وممارساته البشعة بحق الفلسطينيين، في الضفة والقدس المحتلتين، من إعداماتٍ ميدانية، وهدمٍ للبيوت الفلسطينية تحت ذرائع واهية، و ادعاءات كاذبة.

وأصابَ بشّار ابن بلدة "حجّة" قضـاء قلقيلــية، بسكينِ الانتقامِ، تسعة إسرائيليين، أعلنت المصادر الطبية الإسرائيلية، عن مصرع أحدهم فيما بعد، ووصفات جراحُ أربعةٍ بالخطيرة.

واستغل بشار زحمة السّيارات في طعنِ أكبر عددٍ ممكن من الإسرائيليين، ويذكرُ أهل الشهيد بشار مصالحة، أنّه قد عاد من العمرةِ قبل أيامٍ قليلةٍ، فكانت عمرةُ الوداع من الأرضِ إلى السّماءِ.

 فكان بشّار، هو المنتقم الثاني، في ثلاثاء الثأر، لكن الطعناتِ كانت أوجع، وأصيب الإسرائيليون بالهلع والهوس والهستيريا، فلم يدروا، ما يجري، ولم يعلموا أن الجيل القادم، الذي تربى على الحقد والغل بفعل الممارسات الإسرائيلية، سيكون جحيمًا عليهِم، وأن الأمّهات الفلسطينيّات اللواتي أنجبن الاستشهاديين، قادراتٍ بفضلِ الله على إنجاب المزيد من الموتِ للمحتل وجنوده ومستوطنيه.

رصاصُ القدسِ

أمّا فؤاد أبو رجب، ابن الواحد والعشرين عامًا، فانطلق حاملًا رصاصاتِ الموت، لأعداء الإنسانية، لمن دنّسُوا مدينة القدسِ، وباحات المسجدِ الأقصى، ولمن تفاخرُوا باقتحامِ الأقصى المبارك يوميًا، مستفزين مشاعر المسلمين، ولا سيما المرابطين في  ساحاته.

وعندما وصل إلى نقطة المواجهة، بدأ بإطلاق رصاصاته الطاهرة، صوب صدور جنود الاحتلال الإسرائيلي، ليصيب اثنين منهم بجراحٍ خطيرةٍ، ولتفيض روحُه الطاهرة صوب السّماء، بعد أن أطلق عليه جنود الاحتلال النار بكثافة غيظًا بعدما اخترقت رصاصاته أجسادَهم، ليكون العريس الفلسطيني المنتقم الثالث، في ثلاثاء الثأر.

وتبقى جذوة انتفاضة القدس مشتعلة، ومستمرة، بتضحياتِ الشبابِ الثائر، وبصمود الحرائر الأسطوري، وبدماءِ سالت في باحات الأقصى، وشوارع رام الله،  وأزقة الخليل، وجاءت ملبية لصرخاتِ المظلومين وآهات الثكالى، وعذابات الأرامل والأيتام، فكانت عاصفةً حارقة على الاحتلالِ وجنودِه ومستوطنيه.