30.55°القدس
29.82°رام الله
29.42°الخليل
28.44°غزة
30.55° القدس
رام الله29.82°
الخليل29.42°
غزة28.44°
السبت 18 مايو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.23دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.03يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.23
جنيه مصري0.08
يورو4.03
دولار أمريكي3.7

تقرير "فلسطين الآن"

عائلة مصالحة.. "نفخر بابننا الشهيد بشار ولا نأبه لتهديدات الاحتلال"

-1196165560
-1196165560
نابلس - مراسلنا

لليوم الثاني على التوالي، تتعرض قرية "حجة" ما بين محافظتي نابلس وقلقيلية لحصار مشدد تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي أقامت حاجزا على مدخلها وتدقق في هويات المواطنين، وتعيق تنقلهم من وإلى القرية.

وكانت القرية التي تضم نحو 3 آلاف نسمة، -الليلة الفائتة- على موعد مع عدوان احتلالي جديد، تمثل باقتحام عشرات الجنود المدججين بالسلاح حارة مصالحة، التي تضم منزل الشهيد بشار وأقاربه.

واعتقلت القوات الإسرائيلية والد الشهيد وأشقاءه جميعا، عدا أصغرهم سنا، وكذلك أحد أقاربه وصديق له.. والمعتقلون هم: محمد عبد القادر مصالحة (55 عاما) وهو والد الشهيد، وأشقاؤه ثائر وعلاء وبهاء وربيع محمد مصالحة وأعمارهم تتراوح (24 عاما- 30 عاماً)، علاوة على ابن عمه وهو فهد وائل مصالحة (23 عاما).

الاقتحام كذلك أسفر عن تدمير واسع في البناية السكنية التي تعود لذوي الشهيد، وبعض المنازل المجاورة.

ليس هذا وحسب، بل اعتدوا على المواطنين، وتحديدا النساء والعجائز، وأطلقوا وابلا من القنابل الغازية، ما أدى لإصابة عدد كبير من الأطفال بحالات اختناق، نقلوا بسيارة مدنية إلى أقرب مركز صحي.

تهديدات فارغة

وقبل خروج الضابط الإسرائيلي استدار نحو النساء، وقال لهن "هاي أخر ليلة إلكم بالبيت، رح نهده فوق روسكم".

هذه التهديدات لم يأبه لها المواطنون، الذين أكدوا وقوفهم إلى جانب عائلة الشهيد في تجاوز هذه الأزمة.

يقول إبن عم الشهيد وعضو مجلس قروي حجة عمر مصالحة إن "الاحتلال يريد منا أن نتبرأ مما فعله ابن عمي، أقول له "خسئت".

وتابع لمراسل "فلسطين الآن" -الذي حدثه عبر الهاتف- "نحن لم نكن نعلم شيئا عن بشار وبماذا يفكر.. كان عمليته مفاجأة للجميع، لكن رغم كل شيء نحن نفخر به".

وتابع "على الاحتلال أن يسأل نفسه جيدا، ما الذي يدفع بالشباب الفلسطيني لتنفيذ عمليات سواء بالدهس أو الطعن.. الجواب سهل، الاحتلال هو السبب".

وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني عامة والشباب خاصة يعانون الأمرين، جراء سياسات قوات الاحتلال التي تقتل وتعتقل وتعيث فسادا.. لذا فردود الأفعال أمر متوقع.

وعن تهديدات الاحتلال بهدم منزل الشهيد، قال "فليفعلوا ما يشاءون.. لن يهتز لنا جفن.. فقدنا من هو أغلى من الحجارة.. فالشهيد غال علينا كثيرا".

وأوضح أن القرية بأكملها تقف إلى جانب عائلة الشهيد وستدافع عنها مهما جرى.

حياة عادية

ويشير أصدقاء بشار إلى أنه كان متحمسا جدا لأداء مناسك العمرة، وسارع لإكمال أوراقه وكان ينتظرها بشغف، فيما كان يقضي وقته في مكة المكرمة والمدينة المنورة بين العبادة والحيوية والمرح، وكان كثير الدعاء بأن يرزقه الله الشهادة.

ويشدد قريب الشهيد خضر مصالحة إلى أنه لم يكن يظهر على بشار أية علامات حول نيته تنفيذ عمليته، بل كان مرتاحا ومبتسما ويقوم بأعماله الاعتيادية، وقد اعتاد الدخول لأراضي الـ48 من أجل عمله في سوق الخضار هناك، وتفاجأت العائلة بخبر تنفيذه لعملية الطعن في يافا، ويبدو أن سعادته وفرحته العامرة في أدائه العمرة كانت مقدما لنيله الشهادة. كما يقول.

ويلفت إلى أن بشار اختفى منذ عصر يوم تنفيذه العملية وانقطع الاتصال به، إلى أن تلقت العائلة خبرا من الارتباط العسكري الفلسطيني بأنه منفذ عملية يافا.

ويتابع أن قوات الاحتلال التقطت الليلة الفائتة خلال اقتحامها للقرية صورا للمنزل وأخذت قياساته، وحققت مع جميع أفراد العائلة حول بشار، وهددوهم بهدم مسكنهم، معتبرا ذلك جزءا من إجراءات العقاب الجماعي غير المستغربة عن الاحتلال.

ضربة مؤلمة

وكان الشهيد وبعد يوم واحد فقط من عودته من الديار الحجازية بعد أداءه مناسك العمرة، قد نفذ عملية طعن بطولية في قلب مدينة يافا، أدت لمقتل جندي أمريكي كان يقوم برحلة سياحية لدولة الاحتلال وإصابة 9 مستوطنين بجراح متفاوتة.

واعتبر الاحتلال العملية الأعنف على صعيد عمليات الطعن منذ بداية الانتفاضة الحالية.

وتشير مخابرات الاحتلال تعقيبا على العملية إلى أنها من العمليات المعقدة، حيث نفذها في ثلاث مناطق في مدينة يافا.

ويبدو أن معرفة الشهيد الواسعة بمدينة يافا التي عمل بها لسنوات ساعدته على التنقل في شوارعها واختيار أماكن تنفيذ عملية بكل جرأة وثبات.