قد لا يصدق أحد أن الإبداع الذي يحتويه معرض "إشراقة أمل"، هو من صنع نزيلات كنّ في يوم من الأيام ضحايا الجريمة والنزوة والشهوة، ولكنها حقيقة واضحة كالشمس في كبد السماء.
معرض "إشراقة أمل"، والذي تنظمه المديرية العامة للإصلاح والتأهيل بوزارة الداخلية، وتحديدًا مركز إصلاح وتأهيل النساء، والذي يعرض أهم المنتجات اليدوية التي ينتجنها النزيلات داخل السجون بغزة.
"فلسطين الآن"، تحدثت للرائد أمل نوفل، مدير مركز إصلاح وتأهيل النساء بغزة، والتي أكدت بدورها أن هذا المعرض جاء كنتاج طبيعي للمشاريع المهنية التي ينفذها مركز الإصلاح والتي تهدف بشكل أساسي لإشغال وقت النزيلات، فتعمل على وتدريبهنّ على مهنٍ يستطعنَ من خلالها الحصول على عائدٍ مادي يصرفنَ به على أنفسهنَّ وعلى عائلاتهن، وأيضاً يستطعن العمل في هذا المجال بعد الخروج من السجن وضمان عدم انجرارهنّ لوحل الجريمة مرة أخرى.
وأضافت نوفل، أنه وبرغم كمية جلسات التفريغ النفسي مع المتخصصين للنزيلات، سواء بشكل فردي أو جماعي، ما كانت تفرغهم نفسيا ولا تظهر عليهم علامات التحسن مثل ما حدث بعد المشاريع المهنية لهن.
واعتبرت نوفل، أن المشاريع المهنية داخل مركزإصلاح وتأهيل النساء بغزة، هي من أولى المشاريع التي تعلّم النزيلات الحرف بطريقة عملية، كحل أفضل لوقف حالات الانتحار ولإشغال وقتهن وإصلاحهن.
وأشارت إلى النزيلات يمارسن هوايات عدة داخل سجن أنصار بغزة، فمن الخياطة والتطريز إلى فن الطهي وبالتحديد عمل المعجنات والحلويات ليصبحن بعض النزيلات، مبدعات في إعمالهن ويفكرن تفكير جاد إلى أن يحولن هواياتهن إلى مشروع ينتج ليعود عليهن بعائد مادي جيد في ظل ظروف معيشية صعبة.
وقالت نوفل "الكل ينظر للنزيلة أنها مجرمة لكنها إنسانة من هذا المجتمع يُوجد بداخلها خير كثير ممكن أن نعيد تأهيلها ليصب ذلك في استقرار المجتمع".
وبيَّنت أن "هذا المعرض هو فرصة للنزيلات ليعملن بعد خروجهن من مراكز الإصلاح والتأهيل على سد احتياجاتهن الأساسية".
فلا غرابة في أن تستثمر النزيلة (س . ح) - 30 عاماً - فترة محكوميتها داخل مركز تأهيل وإصلاح النساء في إنتاج مشغولات يدوية متنوعة، معتبرة مشرعها فرصة مهمة في حياتها للخروج
وتتمنى النزيلة (س.ح) أن يتقبل الناس والمجتمع بمختلف مؤسساته وأطيافه عملهن ومنتجاتهن لاستكمال حياتها، متأملة أن تجد من يتبنى أعمالها.
ويحتوي معرض "إشراقة أمل" الذي يتواصل طيلة ثلاثة أيام على زاوية المطرزات والتي تضم أثواباً نسائية وشالات وحقائب مطرزة إلى جانب براويز وأشكال فنية وساعات وخرائط وغيرها من المشغولات اليدوية، كما يضم زاوية خاصة للملابس الصوفية وزاوية أخرى للمأكولات والحلويات.













