22.23°القدس
21.98°رام الله
21.08°الخليل
27.97°غزة
22.23° القدس
رام الله21.98°
الخليل21.08°
غزة27.97°
الإثنين 29 يوليو 2024
4.74جنيه إسترليني
5.2دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.01يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني5.2
جنيه مصري0.08
يورو4.01
دولار أمريكي3.69

السلم بالعرض

7
7
رشا فرحات

لفت نظري طبيب الأسنان إلى عادة ملاصقة لي منذ الصغر وهي الكز على الأسنان حينما أقوم بإنجاز شيء معين عادة لفرط ممارستها لم أنتبه، تخيل!

 ثم تطور الكز على الأسنان وتحول إلى أوجاع في الرقبة والاكتاف، وبرغم نصائح الطبيب لي أن هذه العادة قد تؤدي إلى تشوهات في الفك والعظام يعني يمكن أصحى يوم الاقي وجهي صار ساحل لتحت شوية وتبقى كملت!

وإضافة إلى ذلك، أعاني أيضاً من أوجاع مفاجأة مرة وجع في الكتف ومرة في الرجل، وهؤلاء الأطباء الغريبون يطلبون مني أن أهدئ من روعي قليلاً، ولا أفكر كثيراً، لأنه تعب نفسي وليس عضويا!

وعلى الرغم من أن التفكير في بلاوي الآخرين صفة مشتركة بين كل البشر، لكنها تزداد لدى البعض أكثر بكثير، والشخصية التي تكتب مقالا تنادي من خلاله بالتغير في العادات والأخلاق السيئة، قد تكون معرضة في مجتمع مليء بالخروقات لأن يصيبها مصيبة نفسية مفاجأة، أكيد!

 أجل! أشعر بالألم، حينما أرى تجاوزاتنا الدينية والأخلاقية والقانونية تزداد بحجة أنها "زيطة وقايمة" ولا أحد ملتزم! أشعر بالألم حينما يقول لي أحدهم "أنت بدك تغيري الكون ليش شايلة السلم بالعرض؟!

" ونحن للأسف نصف الكثير ممن يتمسكون بالصغيرة والكبيرة من المبادئ بمن يحملون السلم بالعرض، هذا الشخص ليس سيئاً اذاً، بل هو لفرط صدقه وحبه ودقته يتألم، ونحن أحياناً لا نتعاطى مع ألمه كثيراً، أنا لا أعني نفسي بالمناسبة، فأنا أحياناً أركن السلم وأضعه جنب الحيط، خصوصاً أننا في زمن ليس بالضرورة فيه أن يكون رأي الأغلبية هو الصواب، وقتها يجب أن تركن السلم قليلا وتفكر قبل أن تتخذ القرار!

 ليس قرار الانسياق نحو القطيع، ولكن قرار أصعب، هو اتخاذ الطريقة المناسبة لتتوازن بين بين، أن ترضي الله واخلاقك أولاً ، وبعدين الله بعينك، ترضي القطيع!

وقد يعتقد البعض حينما يقرأون تنظيراتي عن الأمل والتسامح والمحبة بأني حاجة تافهة ولكنها خلاصة العديد من التجارب والمرور في كل مراحل اليأس والإحباط والاخطاء أيضاً حتى وصلت لنتيجة أن التمسك بالأخلاق والآداب، هو الطريقة الأولى والأخيرة لأن تبني نفسا لا يهزمها أحد!

و ذلك الشخص الذي يحمل السلم بالعرض من وجهة نظرك، ومخه حيطة ، ولا يقبل في الله لومة لائم  ويبكي من أجل أتفه الأسباب، يسخر من الواقع وهو يحترق من الداخل، ليس غبياً، ولا يستطيع أن ينهي عادة الكز على أسنانه، ويؤمن بأن الله موجود، ولكنه من حقه ان يسأل إلى أي درجة من الإحباط واليأس والتراجع الأخلاقي وصلنا، وألا يقتنع بأن هناك سببا يجعلنا نتغير إلى الوراء ، ولن يغير أي شيء من رأيه الثابت، أو يستمع لكلام أي طبيب، لأنك لو فتحت قلبه لوجدته مغموراً بالأمل، مضحك للبعض، مغمور بالثقة بالله وبأقداره، مثلي تماماً، ولن يسير مع القطيع مطلقاً على خطأ حتى لو سار وحده!

وأحب أن أبشرك، لا خير في شيء، أي شيء في هذه الدنيا بدون اخلاق، فقد قال عليه الصلاة والسلام:" بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" الاخلاق قبل كل شيء ! ولا خير بعدها !