كنت أسأل الناس دائماً ألم يشبع السياسيون من تخدير الناس بالمصطلحات الفضفاضة والرقراقة؟! لماذا لا يتكلمون بطريقة أكثر عرياً وبدون رتوشٍ؟ رحم المعاناة الذي لم يتوقف عن الانجاب منذ عشرين عاماً ما يزال خصباً، ومادة كلامية ممتازة للسياسيين.... فأصبح السياسي يخرج بمؤتمر وهو يشعر بالكامل أن الناس تقول له "سيبك من أساليبك" يعني علينا يا حج؟!! ما احنا فاهمين كويس.
إن مررت في الشارع فسألت أحدهم يعمل في أي مكان كان على تراب الوطن كيف أمورك؟ أعتقد أنه سيجيبك بكل شفافية: من بيت شقاع لبيت رقاع، من شغلي للدار ومن الدار لشغلي وهيكا الدنيا ماشية... فرد عليه الآخر... سيبك من أساليبك هو في كهرب في البيت لتضَّل يوم يوم؟؟ رد عليه: لإيش الكهرب؟ بنسمع المؤتمرات الصحافية للرئاسة عن طريق الراديو عادي.
في احتفال عن الوطن وللوطن ومن الوطن، عريف الحفل المبجَّل وهو يضع وشاحاً مطرزاً فلسطينياً بامتياز صرخ قائلاً في الجماهير: زهقنا حكي
فلندع الصمت والحركة تتحدث... أطفأوا الأنوار، وخرج في الظلام طفل صغير ألقى قصيدة شعرية لمدة نصف ساعة، ثم أشعلوا الأنوار وأكمل العريف خطبته لنصف ساعة ثانية، وختمها بقوله: زهقنا حكي... فصرخ الجماهير "سيبك من أساليبك".
