استدعى المشهد العربي-الإسرائيلي دعوة أنطوان لحد قائد جيش لبنان الجنوبي المتعاون مع (إسرائيل)، من قبره لإجراء حوار صحفي للاستفادة من تجربته في تقييم علاقات (إسرائيل) مع فلسطينيين وأنظمة عربية.

لحد الذي تولى قيادة جيشه في العام 1984 خلفا للرائد سعد حداد اشترط إجراء المقابلة في مطعمه الصغير الذي كان يديره في تل أبيب بعدما فر إليها عقب انسحاب (إسرائيل) من الحزام الأمني الذي أقامته في جنوب لبنان.

 على أصوات أم كلثوم وفريد الأطرش، وقرقعة الكؤوس في مطعم لحد كان الحوار التالي: لحد: لماذا اخترتموني دونما غيري لإجراء هذه المقابلة الصحفية حول العلاقة مع (إسرائيل) رغم موتي منذ سبتمبر 2015.

الصحفي: لأنك كنت تمثل للعرب والفلسطينيين أبرز رموز العمالة مع الاحتلال، وقد قاتلت معهم كتفا لكتف ضد المقاومة اللبنانية والفلسطينية. لحد: وما هي النتيجة اليوم؟.. انظر حولك في المطعم... هنا تلتقي سرا العديد من الشخصيات العربية والفلسطينية بإسرائيليين... انظر لذاك الرجل الملتحي،  إنه مسئول فلسطيني، بل قاضي القضاة، بينما تعاونت مع الاحتلال دون خوف أو خجل لمصلحة طائفتي.

الصحفي: لكنك كنت تمثل نموذجا للانحطاط الانساني والوطني لقبولك الدفاع عن الاحتلال. يضحك لحد بصوت مرتفع: وماذا تسمي علاقات السلطة الفلسطينية والأنظمة العربية بـ(إسرائيل)، أنا كنت جزءا من حزام أمني يخدم (إسرائيل) ولبنانيين أيضا، أما اليوم فقد بنوا أحزمة أمنية وسياسية واقتصادية وعسكرية تخدم شبكة مصالح خاصة بالشراكة مع (إسرائيل)، ويستخدمون مصطلحات منمقة بدل التعاون والعمالة.

 الصحفي: يعني أنت تعتقد أن ورثتك اليوم أكثر تعاونا ومهنية في العمالة؟ يتقدم لحد برأسه كمن يحاول أن يهمس بسر: لقد درست في الكلية العسكرية التابعة للجيش الفرنسي.

وتعرّفت أثناء دراستي إلى زميلي اللّواء مناحم عينان (شغل منصب رئيس شعبة التخطيط في الجيش الإسرائيلي ثُمّ أصبح رئيسًا لقسم التكنولوجيا والإمدادات)، وكان سببا في قبولي منصبي، بينما هناك عشرات القادة الأمنيين فلسطينيين وضباط وسياسيين عرب لديهم صداقات تفوق علاقتي مع عينان، ويتشاركون في مناسبات ودورات أمنية وعسكرية خارجية، بل هناك مسئولون عرب في قمة السلطة تجمعهم والإسرائيليين المصالح والمصير المشترك.

 الصحفي: إذا أنت غير نادم؟ يتحرك لحد من كرسيه ويقول وهو يغادر: أنا عائد إلى قبري وانا مطمئن أنه أصبح من هم أوسخ مني كثر.