فاجأتنا صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية بالحديث عن مفاوضات سرية تجري بين الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني، وكما يقول الاستاذ ياسر الزعاترة «هناك في الجانب الفلسطيني دائما من يعشق المفاوضات السرية».
اما على ماذا يتفاوضون، فهآرتس تقول إن المفاوضات تتعلق بالاعادة التدريجية للسيطرة الامنية للاجهزة الفلسطينية على بعض مدن الضفة الغربية؛ بحيث يبدؤون «رام والله اريحا اولا» ومن ثم باقي المدن.
هذا يؤكد ان السلطة و»اسرائيل» قلقتان من الحالة الميدانية الناجمة عن عمليات الانتفاضة وهنا جاء الوقت المناسب لتجديد شرعية الاجهزة الامنية الفلسطينية في الضفة.
عباس قلق من انفلات الشباب الفلسطيني الذي بدأ يميل للعمليات اليومية «طعن ودعس»، وهنا لا بد من انعطافة في المشهد تعطيه قوة اكبر لاحتوائهم.
عباس سيسوق نفسه من خلال هذا المتاح، وسيطلق عليه عبارة «الحل الانتقالي بعيد المدى» وسيبدأ برام الله على اعتبار انها عاصمة السلطة.
الإسرائيليون على ما يبدو وبعد تصاعد عمليات الانتفاضة اقتنعوا بحجة عباس حين قال لهم: انكم حين تقتحمون المناطق «أ» منذ 2002 دون اعتبار لوجود الامن الفلسطيني، فإنكم تؤججون الانتفاضة وتصبون الزيت على النار.
اما الاجابة التي اقنعت الاسرائيليين فهي ان الامن الافلسطيني سيقوم بالمهمة وسيخضع الجمهور الفلسطيني بطريقة اقسى واسرع من نظيرتها الاسرائلية.
هذا هو المخطط الوحيد المتاح لمواجهة غضب الفلسطينيين فزيارات «كيري وبايدن» لم تجد نفعا، وهنا جاءت المفاوضات السرية التي اشكك بقدرتها على خداع الفلسطينيين وهنا نقول: دعونا ننتظر.
