22.71°القدس
22.43°رام الله
21.08°الخليل
27.65°غزة
22.71° القدس
رام الله22.43°
الخليل21.08°
غزة27.65°
الإثنين 29 يوليو 2024
4.74جنيه إسترليني
5.2دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.01يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني5.2
جنيه مصري0.08
يورو4.01
دولار أمريكي3.69

حلم الجوعان

5
5
وسام عفيفة

قالوا في المثل الشعبي: "حلم الجوعان عيش"... فلسطينيا مع كل إشارة أو مبادرة أو مصافحة، يتم تفعيل خلايا الأحلام النائمة في العقل الغزاوي.

 فالموظف في غزة يحلم براتب كامل، والمواطن يحلم بتيار كهربائي دائم، والمحاصر يحلم بمعبر مفتوح باستمرار، وهكذا تتفرع الأحلام إلى تفاصيل تمس الحياة اليومية.

يفترض أن يكون الشبع حقا إنسانيا طبيعيا، ومثله احتياجات الفلسطيني التي دخلت طور الأحلام، بل أصبح مع الوقت نصف الراتب ونصف الكهرباء ونصف الحرية القاعدة، والكمال هو الاستثناء.

زيارة وفد حماس للقاهرة، ولقاءاته في الدوحة، و"الحنجلة" الفتحاوية حول استئناف حوار المصالحة، أيقظت الأحلام مجددا، وعليه يعود الانتظار والترقب في الشارع لعودة الوفد لغزة وشغف لمعرفة نتائج اللقاءات المصرية الحمساوية.

أجواء الإحباط والأمل تعيدنا إلى زمن انتفاضة الأقصى حتى الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005، فقد كان حلم سكان جنوب القطاع أن يستيقظوا يوما فلا يجدوا حاجز أبو هولي "محفوظة" أمامهم، وأمنية سكان المنطقة الوسطى زوال حاجز "نتساريم"، وبعد صراع مرير وصبر طويل زالت الحواجز بل "غارت" معها المستوطنات، وتحقق حلم الفلسطيني الذي أصبح يتحرك من معبر رفح حتى معبر بين حانون لا يخشى إلا الله والفلتان الأمني.

على غرار تفسيرات ابن سيرين للأحلام قديما، فإن استعراض مضمون وتحليل الأحلام الفلسطينية الحياتية يكشف عن نجاح الاحتلال الإسرائيلي في تقزيم أحلامنا الوطنية بأيدينا وأيدي بعض أشقاء الإقليم، حتى بات من يبوح بأسرار أحلامه حول التحرير والعودة يواجه وصلات من السخرية باعتبار أن مسًّا قد أصابه وان ما "يلبلب" به ضربا من الجنون لا يرتقي لدرجة الأحلام.

 مستوى أحلامنا يشخص واقع القضية الفلسطينية ويعكس البيئة السياسية، أما الأخطر أن نتوقف عن الحلم، وندخل في غيبوبة تجعلنا معلقين بين الحياة والموت.

 يستحق الأمر أن نعيد النظر في أحلامنا وان نقلب الطاولة حتى تصبح حقيقة، لهذا نحتاج أن نردد كلمات الشاعر المصري عزيز أباظة

: كان حلما فخاطرا فاحتمـــــــالا

ثم أضحى حقيقة لا خيــــــالا