ناشدت هيئة كبار العلماء في السعودية العرب والمسلمين بإغاثة آلاف المدنيين المحاصرين في مدينة الفلوجة العراقية.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية بيانا للأمانة العامة للهيئة ناشدت فيه المجتمع العربي والإسلامي أن يسارع ويوحد جهوده لإغاثة آلاف المدنيين الذين يواجهون الموت جوعًا بالفلوجة, فيما وصفته بمأساة إنسانية.
وأكدت الأمانة في بيانها أنه في حين يجب القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية "الإرهابي" واجتثاثه، فإنه لا يجوز التغافل عن مأساة أهالي الفلوجة.
وفي ظل المعارك الدائرة مع تنظيم الدولة، تفرض قوات الأمن حصارا خانقا على المدينة والمناطق المحيطة منذ نحو عامين، وهو ما أدى إلى الافتقاد لكافة مقومات الحياة ومعاناة السكان من نقص حاد بالمواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية وتفشي الجوع والأمراض، بينما يقدر ناشطون أعداد الضحايا بالمدينة منذ بدء الحصار بأكثر من 3400 قتيل، خمسمئة منهم من الأطفال، إضافة إلى ستة آلاف جريح.
إبراء ذمة
وقال الشيخ خالد الشايع الأمين المساعد للهيئة العالمية للتعريف بالنبي صلى الله عليه وسلم ونصرته إن بيان هيئة كبار العلماء متسق مع المواقف التي أبداها علماء المملكة على مدى سنوات عديدة في الملمات التي تصيب الأمة الإسلامية.
وأضاف للجزيرة أن البيان كذلك متفق مع مواقف المملكة الذي يدعو إلى حقن الدماء وحفظ الحقوق وتجنب الطائفية، وهو محاولة لدق ناقوس الخطر وإبراء الذمة نحو "هؤلاء الثكالى والمساكين".
وتابع الشايع أن الحكومة العراقية رفعت شعار الحرب على تنظيم الدولة "وجعلتها ورق التوت التي تناور من خلالها، لكن هذا مكشوف أن الحكومة العراقية عبر ما يسمى الحشد الشعبي وغيره من القوات لم تمنع عن الفلوجة السلاح إن كانوا صادقين في الحرب وإنما منعت الغذاء والدواء وحليب الأطفال".
واعتبر أن الخطاب يصلح لأن يكون موجها إلى كل من يصلح أن يخاطب به بدءا من الحكومات وانتقالا إلى الجمعيات والمنظمات الدولية، وخاصة "العقلاء حتى من الشيعة في الحكومة العراقية من يجب أن يراجعوا أنفسهم تجاه إخوانهم".
ضحايا وعالقون
وتقدر أعداد المدنيين العالقين في الفلوجة بنحو مئة ألف، معظمهم من الأطفال والنساء والعجزة، حيث لم يجد الكثير منهم فرصة للنزوح من المدينة، بينما يخشى البعض الآخر أن تنتهي رحلة الخروج بالقتل أو الاختطاف على أيدي المليشيات، فضلا عن أن الوصول إلى بغداد يتطلب إيجاد كفيل وفق شروط السلطات.
وفي وقت سابق، أعربت لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب العراقي (البرلمان)عن قلقها من الحصار الذي تفرضه قوات الأمن على مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار، وقالت في بيان لها إن تأخر القوات في استعادة المدينة وحصارها خلفا نقصا في الغذاء والدواء.
وسبق تصريحات اللجنة، انتقاد مجموعة من البرلمانيين العراقيين ما وصفوه بصمت المجتمع العربي والإسلامي والدولي على ما اعتبروه "جريمة الإبادة الجماعية" التي تتعرض لها الفلوجة.
وكان مركز جنيف الدولي للعدالة اعتبر قبل أيام أن صمت الأمم المتحدة عن الحصار الشامل الذي تفرضه السلطات العراقية على الفلوجة منذ أشهر، يجعلها مشاركة في ما يحصل من موت جماعي لسكانها وجريمة "الإبادة الجماعية" التي تحصل فيها.