بفعل استمرار الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة منذ ما يزيد عن 10 أعوام، ونتيجة إغلاق معابر القطاع وفتحها بشكل استثنائي لأيام معدودة ولحالات محددة، يلجأ الغزيون إلى تفريغ مواهبهم بصورة تعبر عن معاناتهم، وتوصل طموحاتهم، وتؤكد حبهم للحياة كما الجميع.
رمال شاطئ قطاع غزة مثلت الحضن الأكبر لفناني القطاع المحاصر، فبعد أن أغلقت بوجههم المعابر والأبواب، وجد الفنانون من رمال البحر خير سفير لإيصال مواهبهم التي دفنت بين أزقة وأحياء القطاع الذي يعج بالمواهب، ويمتلأ بالأمل برغم الدماء المنتشر في كل مكان.
مواهب تداعب رمال البحر
على شاطئ بحر مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، يفترش الشاب العشريني خليل أبو الديب الأرض، يداعبها كطفلة صغيرة، يلامس ترابها بأنامله المفعمة بالأمل، ويحاكي بموهبته عقول حوصرت فأبدعت فابتكرت.
في كل مكان من شاطئ بحر النصيرات يمتلئ المكان بكثبان رملية صغيرة، يجلس بجوارها الفنان أبو الديب، يحاول نحت بعض الرسومات التي جالت في خاطره، ليجسدها بشكل عملي على شاطئ البحر.
يحاول الفنان الشاب أبو الديب أخذ المسافة المناسبة التي تجنب لوحته موج البحر، حيث يأخذ ساعات في نحت محبوبه على رمال الشاطئ الذي استوعبه صغيرا، واحتضن موهبته شابا يافعا.
يأخذ أبو الديب وقته في نحت حصان مستلقي على رمال البحر، يحاول أن يحاكي برسوماته واقعا مأساويا ضرب طموح وآمال شباب قطاع غزة، وزاد من معاناتهم بعدما وضعهم الحصار في سجن كبير، تعددت أبوابه الموصدة في وجوههم.
صديقان البحر ثالثهما
منذ عام يواصل الشاب أبو الديب من سكان قرية الزوايدة وسط قطاع غزة هواية النحت والرسم على شاطئ البحر، كون بينه وبين رمال البحر صداقة قوية عمقت من أمله بنقل موهبته خارج حدود القطاع المحاصر.
تعرف خليل على صديقه إبراهيم جبريل من سكان مخيم البريج حيث جعلا من شاطئ النصيرات صديقا ثالثا لهما، يمارسان هوايتهم على رماله، وينحتون أمل شباب غزة بغد أفضل يزيل مصائب الحصار الظالم.
ويصف الفنان أبو الديب موهبته بقول :"إنني أعشق هذه هواية النحت على رمال البحر، وكان صديقي إبراهيم سببا في حبى لها، ودائما ما يكون شاطئ النصيرات هو المحطة التي تجمعنا لننحت الأفكار التي تخطر ببالنا".
وتمنى الفنان المغمور أن تصل موهبته لكل العالم، وأن يشارك بمسابقات عالمية تبرز فنه، وتوصله رسالة المحبة التي يحملها سكان قطاع غزة لكل من يناصر قضيتهم، ويدافع عن حقوقهم المسلوبة.
ويؤكد أبو الديب على أن يقوم بنحت الرسومات التي تحمل في طياتها الأمل، وتجسد معاناة الشعب الفلسطيني، وتفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى أن موهبته يجب أن تساهم في رفع اسم فلسطين، وفضح جرائم الاحتلال، جنبا إلى جنب مع الجهود الدبلوماسية والسياسية والعسكرية.
