18.08°القدس
17.83°رام الله
17.19°الخليل
23.02°غزة
18.08° القدس
رام الله17.83°
الخليل17.19°
غزة23.02°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

صدق أبو عبيدة وكذب "نتنياهو"

خالد معالي
خالد معالي
خالد معالي

عهد الشعب الفلسطيني الصدق دائمًا على قوى المقاومة، وعلى رأسها كتائب عز الدين القسام؛ فلم يثبت حتى الآن أن أي تصريح أو بيان رسمي للقسام قد تبين عدم دقتهما وصحتهما لاحقًا.

تنبع مصداقية القسام لدى الشعب الفلسطيني التي تصل حتى 100% من كون كل كلمة للقسام يغطى حسابها بدماء الشهداء الطاهرة، فلا مجال لغير الحق وقول الحق، وإن كانت تخاطب جبهة الأعداء، حتى إن جمهور "نتنياهو" يصدق تصريحات أبي عبيدة أكثر من تصريحات "نتنياهو" لتراكم صدقية ما يقوله القسام من بيانات وتصريحات.

صدق أبو عبيدة بقوله: "إن "نتنياهو" يكذب على جمهوره بالادعاء أنه توجد اتصالات لإعادة الأسرى لدى حركة حماس"، وكذب "نتنياهو" الذي يكذب كما يتنفس، ولا يعنيه سوى البقاء على كرسي الحكم كعادة الزعماء العرب الكذابين على شعوبهم، فيبدو أن العدوى انتقلت منهم إلى "نتنياهو" المتغطرس الكاذب الأشر.

توقيت كتائب القسام لإعطاء تصريح عن أسرى الاحتلال جاء في وقته المناسب؛ فهو كذب "نتنياهو" وقلل من مصداقيته لدى جمهوره في الوقت الذي تشتد فيه الضغوط على "نتنياهو" من قبل المعارضة وأهالي الأسرى الجنود المفقودين.

وإن تصريح أبي عبيدة جاء لرفع معنويات الشعب الفلسطيني وأهالي الأسرى بوضعهم في الصورة الحقيقية لصفقة الأسرى كما هي، فالقسام لا تعد وعودًا في الهواء، بل تضع شعبها في قلب الحقيقة، بعكس "نتنياهو" المخادع.

تصريحات أبي عبيدة ستزيد من الحراك الداخلي في كيان الاحتلال لإنجاز الصفقة، وهذا على ما يبدو الهدف الرئيس للتصريح المفاجئ، ولا يهم كم تطول أو تقصر مدة إنجاز الصفقة على أهميتها، لأن الأعمال بخواتيمها، ولأن القسام تواجه أخطر احتلال عرفه التاريخ؛ فلا مجال للتسرع أو العواطف، بل الحكمة والصبر والتأني حتى يرضخ "نتنياهو" المكابر.

أكبر إنجاز للقسام هو تراكم صدقيتها؛ فكلما زادت المصداقية زاد التفاف الجماهير حول من ينجز ويصدق على الدوام، بعكس من اتفق على إنجاز دولة فلسطينية خلال خمس سنوات من عمر (أوسلو) بحسب نصوص الاتفاقية، وإذا هي تطول أكثر من 23 عامًا دون دولة حتى الآن.

كل ثانية من حياة قرابة 7000 أسير تترقب صفقة الأسرى، ولكن القسام وضعت الأسرى وعائلاتهم في حقيقة الوضع، والوضع يتطلب طول نفس لا قصر نفس، وتصريح القسام سيسرع من إنجازها وفقًا لمنطق الأمور والحوادث؛ فكل حدث يدفع حدثًا آخر.

فالقسام تحارب أعتى قوة شيطانية على وجه الأرض سبق أن قتلت الأنبياء وعجزت البشرية جمعاء، وهو ما دفع هتلر إلى قتل الكثير منهم، مع عدم جواز ذلك ومعارضتنا له كون اليهود تجمعهم الإنسانية ومعانيها مع بقية البشر، وكانوا جزءًا من دولة الأندلس الإسلامية ويعيشون بحمايتها في ازدهار، وأصلًا الخلاف والصراع مع اليهود الذين استوطنوا فلسطين واحتلوها بقوة الإرهاب والبطش والقتل، وتشربوا الفكر الصهيوني الذي أجاز لهم ذبح وطرد شعب مسالم إلى منافي الأرض.

في المحصلة: ستنجز صفقة الأسرى رغم أنف "نتنياهو"، وهي لن تكون الصفقة الأخيرة؛ فما دام يوجد احتلال توجد مقاومة، وسينتصر من أعد الخطط جيدًا، والمقاومة التي تطورت من حجر إلى صاروخ يدق تل الربيع هي من ستنتصر، كونها صاحبة حق تقره مختلف الشرائع والقوانين، "والله معكم ولن يتركم أعمالكم".