وما أن يقتل القاتل ، وينفذ حكم القصاص بالعملاء ، تتعالى الأصوات المؤيدة والمناصرة ، في المقابل هناك أصوات نشاز ، بإدعاء حق الحياة ، وما علموا أن في القصاص الحياة ، وما كانوا أولي ألباب. وتكمن خطورة العملاء ، في أنهم عين العدو في الداخل ، وهم من يطعن في الظهر ، فيما المقاومون مقبلون ، غير مدبرين ، لهذا ، كما يقول القائل " البيت ينظف من داخله قبل خارجه ". وبما أننا شعب مقاوم لاسترجاع أرضه المحتلة ، كان لا بد لتأمين المقاومة وحماية ظهرها ، وهي المستهدفة من الجميع ، ونجاح أو فشل كل التكنولوجيا في استهداف شخوصها ، يعتمد بشكل أساس على "أبو اصبع " ، كما يسميه الفلسطينيون.ولهذا ، ملاحقة العملاء ، يبعث برسالة طمأنينة وأمن للشعب المقاوم عامة ، وللمقاومين خاصة ، على الجانب الآخر ، يصبح العدو في حيرة وقلق ، كيف لا وقد " فقأت عينه وأي عين" ، وقد سقط في قبضة الأمن عملاء مخضرمين ، وما اعترافهم بفشل الوصول لشاليط بعد أربع سنوات من الأسر إلا تعبير عن التخبط والإحباط الذي تعيشه مخابراتهم مع تزايد سقوط العملاء. سنسمع أصواتا ، أدمنت "الاصطياد في الماء العكر " تنكر إعدام العملاء ، وهم أول من تساءلوا عن" ملاحقة العملاء " ، تنادي "أين المقاومة " ، وما أسرع هجومهم عليها ، ولو قلت لهم أن مكافحة العملاء ذروة سنام المقاومة ، كما الجهاد بالنسبة للإسلام ، وأن المقاومة تتخذ أشكالا وألونا من إلقاء الحجر مرورا بالصاروخ (الجهاد الأصغر ) ، إلى أن نصل إلى تنظيم حياة الناس ، وإدارة شؤونهم الاقتصادية والسياسية خاصة ، بنهج مقاوم ليصبحوا منتجين لا مستهلكين ،و يكونوا أسيادا لا تابعين للغرب (جهاد أكبر) –لو قلت لهم ذلك لأزكموا أنوفنا وأوجعوا رؤوسنا ، بزلات ألسنتهم ونعرات جاهليتهم. فلحكومة المقاومة وأجهزتها الوطنية شكرا ، استحقت صفتا " المقاومة والوطنية " ، لأنها دفعت ضريبة ذلك بالدم ، لتحمي دماء الآخرين ، في وقت طغى المال المسيس وشهوة المنصب ونالا من مقاومة ووطنية الآخرين ، الكثير الكثير ، حتى أصبحتا في قاموس الماضي ، وصارت الحياة بالنسبة لهم " مفاوضات " لا تسمن ولا تغني من جوع.