30.57°القدس
30.33°رام الله
29.42°الخليل
29.43°غزة
30.57° القدس
رام الله30.33°
الخليل29.42°
غزة29.43°
الجمعة 06 يونيو 2025
4.74جنيه إسترليني
4.93دينار أردني
0.07جنيه مصري
4يورو
3.49دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني4.93
جنيه مصري0.07
يورو4
دولار أمريكي3.49

الشخصية الصارمة.. نعم هي كـ"مسطرة" لكنها "مُتعِبة" للآخرين

شخصية
شخصية
غزة - فلسطين الآن

"شخصيته صارمة وحازم ومتجهم ومن الصعب تجاوز الحواجز معه".. بهذه الكلمات وصف عماد عليان مديره في العمل الذي يتمتع بشخصية صارمة ومن وجهة نظره أنها تثير إعجابه.

وأضاف: "رغم صعوبة التعامل معه في بعض الأوقات، وعدم القدرة على مناقشة القرارات التي يتخذها إلا أنها شخصيةٌ تتسم بالإنجاز، والقدرة على العمل تحت الضغط، وبالتالي ملتزم بالمهام الموكلة له بشكل جدي ومسؤول".

وأوضح أنه رغم تمنيه أن يكون مثله ويحظى بإعجاب من قبل البعض لحزمه في العمل والقدرة على تنظيمه، إلا أنه في بعض الأحيان ينفر من حوله من الموظفون بسبب وضوحه وسلطويته، مشيرًا إلى أن هذه الشخصية قد تنجح في محيط وظروف العمل على عكس الوسط الاجتماعي.

إذًا تتعدد الشخصيات فمنها ما هو إيجابي ويحظى بإعجاب المجتمع، ومنها ما هو سلبي ينفر من حوله، لكل هل للشخصية الصارمة نمط خاص وحساس في التعامل معها إذا ما تصادفنا بها في المحيط العائلي، أو في علاقات الأقارب أو الأصدقاء، أو في بيئة العمل، هذا ما يحاول التقرير التالي الإجابة عنه:

لا تقبل النقاش

عبير عبدالله (25 عامًا) قالت: "الشخصية الصارمة أجدها في والدتي التي أشعر أنها متأثرة إلى حدٍ كبير بمجال عملها كمديرة لمؤسسة، فكل شيء في البيت تريده بشكل منضبط لا يقبل الخطأ، ووفق نظام محدد على الجميع تطبيقه".

وأضافت: "كما أن تصرفاتها حادة في كثير من الأمور، ولا تقبل النقاش، ولا تتنازل عن مطلبها، كما في بعض الأحيان يتحول الحزم في شخصيتها إلى سلطوية وعنف ضد من يخطئ في حقها، لذلك نكون حذرين في التعامل معها، لنتلاشى حدوث أي مشكلة".

الحزم لا التسلط

وفي السياق ذاته، بين الأخصائي النفسي والاجتماعي د. درداح الشاعر أن الشخصية الصارمة هي الملتزمة والدقيقة مهنيًا، وتحب الإنجاز في حدود الإمكانيات، كما أنها تلتزم بمجموعة من المبادئ والمعايير، ولا تميل إلى العاطفة.

وأشار إلى أن هذه الشخصية قد تكون جدية، وربما تتخذ منحى متسلطًا فتظهر للعامة على أنها منفرة، واستمرارها يؤدي إلى توتر في العلاقات الأسرية والاجتماعية.

وأوضح أن الشخصية المتسلطة العدوانية هي التي تستهتر بمشاعر الآخرين، وتحب فرض رأيها ولا تقبل بالرأي الآخر، وبالتالي تأخذ الجانب السلبي أكثر من الجانب الجدي الموضوعي.

وقال: "فلا بد من التوازن بين العاطفة وأساليب وقواعد التعامل، لأن هذا النمط ينحدر بالعلاقات إذا ما اتسم بصرامة مبالغة، كما يمكن أن ينتقل عبر الأجيال من الآباء للأبناء".

وأضاف الشاعر: "كما أن صفة الصرامة إذا زادت من حدتها تؤدي إلى اضطراب بالشخصية، وحدوث أي خلل في نظام حياتهم يؤدي إلى استثارة غضبهم".

ولفت إلى أن الحزم أمر إيجابي ومحمود، لا سيما في المواطن التي تتطلب ذلك، ولكن إذا استخدم في غير موضعه يغدو سلبيًا، لأنه سيؤدي إلى سوء التعامل والفظاظة خاصة إذا استخدم من قبل الأب أو الأم.

وأكد الشاعر أهمية اللين والتسامح والرحمة في التعامل، ليشعر الطرف الآخر أنه ليس مجرد آلة لتنفيذ الأوامر.

ونوه إلى أن مثل تلك الشخصيات لا تقبل النقد أو الانهزام لأنها حريصة على العمل المنظم والإنجاز، ويمكن الاعتماد عليها في أداء المهمات وفق ما ينبغي.

ولفت الشاعر إلى أن هذه الشخصية مفضلة من قبل الإدارات التي تسير وفق منهجية منظمة لقدرتها على الإنجاز بسرعة، وربما تنجح في اتخاذ الإجراءات العقابية.

وحذر من الشخصية الصارمة على مستوى العائلة والعلاقات الاجتماعية لأنها من الممكن أن تنفر من حولها بعقليتها المتحجرة؛ مشيرًا إلى أن التعامل مع هذه الشخصيات لا بد أن يحتكم إلى تفهم الواقع النفسي، ومحاولة امتصاص الغضب، وإقناعهم بطريقة ما أن الصرامة الزائدة ستكلفهم ثمن خسارة من حولهم.