شهدت المناظرة التي أجرتها شبكة "سي أن أن" مساء الخميس بين مرشحيْ الحزب الديمقراطي بيرني ساندرز وهيلاري كلينتون؛ نقاشا ساخنا بخصوص الصراع الفلسطيني الإسرائيلي؛ حيث اتهم ساندرز المرشحة كلينتون بأنها تكرر ما يقوله نتنياهو وتتملق لـ"إيباك".
وقال ساندرز في معرض رده على سؤال حول استخدام "إسرائيل" للقوة المفرطة "نعم أقول إن إسرائيل استخدمت القوة المفرطة في ضرب غزة مما أدى لمقتل أكثر من ألفين معظمهم من المدنيين وآلاف الجرحى ودمر البيوت والمستشفيات والمدارس، وأن هذه القوة المفرطة تتجاوز الدفاع عن النفس".
في المقابل قالت كلينتون، "إنني أعرف هذا الوضع أكثر من أي شخص، وإسرائيل محقة في الدفاع عن نفسها لأن حماس تمطر بصواريخها بعشوائية المدن الإسرائيلية"، مبررة الرد الإسرائيلي المفرط بأنه يقع في إطار الدفاع عن النفس.
وعاب ساندرز على كلينتون خطابها أمام اللوبي الإسرائيلي في شهر آذار الماضي "حيث أنك لم تذكرين على الإطلاق الشعب الفلسطيني الذي يستحق أن يعيش بكرامة وحرية في بلده".
وتابع ساندرز، "إذا كنا نريد أن نجلب السلام إلى تلك المنطقة علينا أن نكون منصفين ونعامل الطرفين بالقسطاس ونعمل من أجل تحقيق حل الدولتين الذي سيخلص الفلسطينيون من الاهانة ... هناك وجه آخر لما يقوله نتنياهو".
ووضع ساندرز منافسته كلينتون في موقع الدفاع حيث تراجعت نوعا ما عن موقفها المناصر لإسرائيل ظالمة كانت أم مظلومة، وقالت، "انا الذي جمع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو مع المبعوث (السابق) جورج ميتشل في محاولاتي الحثيثة للتوصل إلى اتفاق سلام بين الطرفين".
وادعت كلنتون، "لو قبل ياسر عرفات مقترحات زوجي (الرئيس السابق بيل كلينتون) عام 2000 لكان الفلسطينيون يعيشون في دولتهم المستقلة منذ أمد طويل" واعدة بأن تستمر في "مساعيها لجلب سلام بين إسرائيل والفلسطينيين في حال انتخابي رئيسا"، وفق قولها.
وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي تأتي فيها كلنتون على ذكر حقوق الفلسطينيين في العيش بكرامة وضرورة إنهاء الاحتلال، وإن كانت قد ذكرت "حكم ذاتي" مع وابل اتهامها لحركة "حماس المدعومة من إيران" والإرهاب بأنهما يتحملان وزر المأساة التي يعشيها الفلسطينيون.
يشار إلى أن خطاب كلينتون أمام إيباك لم يأت على ذكر "السلام" وضرورته بين الفلسطينيين وإسرائيل واتسم بالتملق المطلق لما قالت نتنياهو إنه "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، في حين أرسل ساندرز لمؤتمر إيباك خطابا عبر الفيديو تحدث فيه عن حق الفلسطينيين بالاستقلال ونهاية الاحتلال "الذي استمر قرابة 50 عاماً".
وكان ساندرز قد عين الشابة اليهودية الأميركية سيمون زمرمان المناهضة للاحتلال والمؤيدة لمقاطعة إسرائيل "المنسقة العامة للعلاقات مع اليهود الأميركيين والسياسة تجاه إسرائيل" مما أثار غضب اللوبي الإسرائيلي وزود حملة كلينتون بالعتاد في التنديد بموقف ساندرز "غير المؤيد لإسرائيل".
