التعرف على أشخاص جدد متعة من متع الحياة. كل شخص تعرفه جيداً حالياً كان في وقت مضى شخصاً غريباً لا فكرة لك عن خفايا شخصيته، لكن مع الوقت يصبح بعضهم من أقرب المقربين اليك. وهذه الحلقة من الجهل التام بشخصية الآخر وصولاً الى مرحلة خلق روابط فعلية وقوية تجعلها من الأمور الجميلة في حياتنا.
بعض العلاقات لا تذهب في ذلك الإتجاه بل يكون مصيرها التجاهل لأن شخصية الآخر لم ترق لك أو لأن الإختلاف في وجهات النظر جعل أي علاقة محتملة بينكما معدومة.
صحيح أنه يستحيل معرفة كل ما عليك معرفته عن الآخر منذ لحظة اللقاء الأول، لكن هناك بعض الأسئلة التي يمكنك طرحها والتي ستمنحك فكرة كافية عن بعض خفايا شخصية من قابلته للتو.
نظرته لنفسه
«كيف تصف نفسك؟» صحيح أنه من الأسئلة التي تجعلك تبدو كما لو كنت تجري مقابلة عمل معه لكنه هام جداً لأنه يختصر الكثير من الوقت. في نهاية المطاف أنتما تجريان حديثاً يقوم من خلاله كل شخص بتعريف الآخر على «الأساسيات».
الأهمية هنا تكمن في أن السؤال هذا لا يمنحه مجالاً كبيراً للمناورة فأنت لم تسأله عن شخصيته أو عن نظرة محيطه الى شخصه بل طلبت منه استخدام كلاماته الخاصة لوصف نفسه. كي لا يكون السؤال فجاً يمكن تعديله قليلاً ليتناسب مع مضمون الحديث، فإن كنتما تتحدثان عن موضوع مهني يمكنك سؤاله «كيف تصف نفسك مهنياً؟» أو إن كان الموضوع عاطفياً يمكنك السؤال عن هذه النقطة.
انتبه للكلمات التي يستخدمها فالشخص الخجول سيستخدم كلمات عادية لا تأثير لها لكن الشخص الواثق من نفسه سيستخدم تعابير قوية .
نجاحاته وإنجازاته
«ما هي أكبر إنجازاتك ؟»السؤال هذا يمكن طرحه بكل سهولة لانه في لحظات التعارف سيتحدث كل شخص عن عمله ووظيفته كما أن البعض يميل الى المبالغة أحياناً من أجل ترك إنطباعاً جيداً.
بطبيعة الحال السؤال يمكن تعديله وقولبته ليتناسب مع نوعية الحديث. أهميته تكمن في أنه يمنحك لمحة عن ماضيه كما أنه يوفر لك الكثير من المعلومات عن شخصيته. فهو أولاً يكشف لك إهتمامات هذا الشخص فمثلاً إن كان الحديث يتناول موضوعاً شخصياً وكان جوابه عن إنجاز مهني فحينها ستدرك بأن هذا الشخص يضع عمله فوق كل شيء.
انتبه الى طريقة حديثه عن إنجازه بالإضافة الى الوقت الذي إحتاج اليه الشخص ليجيب عن السؤال. التردد قد يعني أمرين إما أن إنجازاته عديدة جداً وهو يحاول إختيار أفضلها أو أنها شبه معدومة.. ومعرفة في أي خانة يقع يمكن إكتشافها من خلال الحديث.
الموسيقى التي يفضلها
«ما هو نوعك المفضل من الموسيقى؟» سؤال يمكن قولبته بمئات الطرق وطرحه في الوقت المناسب. ما أهمية معرفة ما يفضله ؟ الموسيقى تُعرف الشخص وتعكس أحلامه ونظرته للحياة وتكشف أكثر مما يخيل إليك عن شخصية الآخر. نوعية الموسيقى ستكشف لك أن كان يتمتع بذوق راق أم لا، أو إن شخصاً يميل للفرح أو يفضل كل ما هو حزين.
ذوقه في الكتب
«هل قرأت كتاباً جيداً مؤخراً؟» سؤال يمكن طرحه دائماً وحتى من دون مناسبة. يمكن إستعماله عندما تدخلان في مرحلة الصمت الغريبة. الجواب هنا سيتنوع لأن بعض الأشخاص لا يترددون بالإعتراف بأنهم لا يطالعون، البعض الآخر سيأخذ وقته ثم سيعطيك إسم رواية كلاسيكية معروفة للجميع .
أهمية هذا السؤال أنها ستكشف لك الكثير فإن كان جوابه بأنه لا يقرأ فهو على الأقل صادق أما إن منحك إسم رواية معروفة جداً فهو لا يمانع الكذب إطلاقاً. في المقابل وفي حال كان من النوع الذي يقرأ فعلاً فنوعية الرواية أو الكتب ستكشف لك توجهاته وتفضيلاته والتي قد تكون رومانسية أو علمية أو خيال عملي أو الكتب التحفيزية أو حتى الكتب السخيفة التي لا قيمة لها على الاطلاق.
قيامه بأمور جنونية
«ما هي أكثر الامور جنونية قمت بها؟» السؤال هذا سيكشف لك عن حجم ثقته بنفسه وإن كان يملك حس المغامرة. فالرجل الذي يتمتع بالجرأة هو الذي يقدم على القيام بأمور يعبرها البعض «خارجة عن المألوف». طريقة إجابته يمكنها أن تكشف أيضاً عن خفايا شخصيته، فهل أخبرك بفخر بما قام به أم كان يشعر بالخجل؟ هل كان صريحاً أم كان يحاول إخفاء بعض المعلومات؟ إنتبه جيداً لذلك وستجد نفسك تفك شيفرة شخصيته بسهولة.
وظيفة الأحلام
«ما هي الوظيفة التي تحلم بالحصول عليها؟ » السؤال هذا يسهل طرحه وسيكون هناك أكثر من مناسبة لمباغتته به. مع الإشارة الى أنه كلما كان السؤال غامضاً كلما كانت النتيجة أفضل . جوابه سيدل على قيمه وشخصيته وما يهمه في الحياة. فهل هو يسعى خلف وظيفة مرموقة تؤمن له الكثير من المال والحياة الفاخرة أو يسعى خلف وظيفة تجعله يحقق طموحه أو تلك التي تمنحه السعادة والرضى؟