28.34°القدس
28.1°رام الله
27.19°الخليل
28.46°غزة
28.34° القدس
رام الله28.1°
الخليل27.19°
غزة28.46°
الإثنين 09 يونيو 2025
4.72جنيه إسترليني
4.94دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.99يورو
3.5دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.72
دينار أردني4.94
جنيه مصري0.07
يورو3.99
دولار أمريكي3.5

أجـــر وعافيــة

8
8
منتدى حوار الخيمة

من المفروض أن تحقق زيارة المريض دعماً معنوياً له يعينه على تحمل الآلام وتعمل على توطيد العلاقات والصلات مع الأهل والأقارب والأصدقاء ، لكننا يا جماعة الخير – و كاالعادة – حوّلنا هذا الواجب الذي دعانا إليه ديننا الحنيف إلى وسيلة إزعاج ومصدر لزيادة الغم باالنسبة للمريض الراقد على سرير المستشفى .

نحن وبكل صراحة أصبحنا نود أن يسير كل شئ على كيفنا ، فمواعيد الزيارة لا نلقي لها بالاً ، ومدتها نطيلها باالسوالف والزعيق ، بينما المريض المسكين يتلوى من الألم والنعاس يداهمه متقلباً ذات اليمين وذات الشمال ! . . نشاتم الحارس المسكين على البوابة كي ندخل إليها عنوة وغصباً عنه ، وتتحول غرفة المريض بقدرة قادر إلى مجلس سوالف تتزاحم فيه دلال القهوة وصياني العيش .

أما بعض الزوار فيزيدون مرضك بحديثهم من خلال سرد قصص الحالات المشابهة لحالتك ؛ مثل: أبو فلان الذي أقعدته الجلطة والآخر الذي أصابه الشلل ، وغيرهم ممن أصابتهم جيوش المرض ، فيصاب المريض المسكين بانهيار أعصاب ويعيش أحداث فيلم رعب وقلق ، فتسوء حالته وتتدهور ، وهناك زوّار آخرين يتحولون إلى أطبّاء وخبراء استشاريين في مجال التشخيص والعلاج ، وتجدهم يفاجئونك بأن ما تعاني منه ليس القلب وإنما البطن ، وإن الجلطة التي أصابت فلان ليست عصبة علاجها الوسم ، وإن بقاءك في المستشفى مضيعة للوقت ، وعليك باالذهاب لفلان الذي سيشفيك على الفور ويعيدك إلى سيرتك الأولى ! !

هكذا وبكل بساطة صرنا نتعامل مع المرضى ونحول غرفهم إلى صالات أكل تتراص فيها ملال وصحون سائر المأكولات التي يجب أن يشارك فيها المريض نفسه ، لأن هناك بشكارة في بيته ، وإنه من الفضيحة أن يأتي الزائر فلا يجد كاملة باالفرش والأكل والمدخن وغيره ! !

ساءت حالة المستشفيات وتدهور مستوى الخدمات ، والسبب تصرفاتنا السلبية في كل شئ . . تطورنا وصرنا نعيش حياة حديثة بينما عقليات البعض تأبى التخلص من العادات غير الحميدة ، حتى أصبحنا نستصغر أكبر التصرفات الخطيرة . .

التطوير يا جماعة الخير ليس في الشكل والمظهر من بيت وسيارة ولباس ، وإنما يجب أن تعودوا مريضكم بنمط جديد لا يزعجه والآخرين ، ويجعله يدعو لكم باالعافية بدلاً من أن يدعو الله أن يزولكم ويبتليكم بمثل ما أصابه .